قضيــة عــودة اللاجئيــن الفلسطينييــن هــي قضيتــي الأولــى

حينما شرعت في الكتابة عن القضية الفلسطينية وشعب فلسطين بالذات، أخذت أفكر في هذا الشعب الذي مرت علية الأهوال تلو الأهوال منذ نكبته في العام 1948. أذكر أنه عندما كنت طفلة وأنا أسمع أغنية فيروز الرائعة "سنرجع يوماً" كان لدي اليقين والإيمان الذي لا يتزعزع في أن قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين هي قضيتي الأولى. هي جزء من مشكلتي، فلم أشعر يوماً أنها قضية منفصلة أو أنها قضية شعب آخر حتى ولو كان شعباً شقيقاً. لم يكن هذا شعوري وحدي بل كان شعور أجيال سبقتني وأجيال جائت بعدي. لقد كانت قضية مصير بالنسبة لنا جميعاً. وهي خط الدفاع الأول الذي يحمي الجميع من التساقط والسقوط. وعندما أناضل اليوم، أجد أن المحظور قد حدث. خصوصا مع بروز إحساس محايد لدى الأجيال الجديدة التي للأسف لا تع تماما ما يدور حولها من أحداث جسام. هذا الكيان الضخم المسمى بالوطن العربي الذي كان صخرة كبيرة في وجه الاستعمار لم يعد كما كان.

 

إن التعامل العربي مع فلسطين المحتلة، العراق، سوريا، لبنان والسودان المستهدفين، هو صورة تدعو إلى اليأس. ولكن إذا دققنا جيدا في الصورة ترى المقاومة الشعبية الحقيقية في العراق وليست الجماعات الإرهابية التي تحاول الشوشرة عليها. نجد المقاومة الباسلة في لبنان التي استطاعت أن تحرر جزءاً كبيرا من الأرض بالرغم من القوى المتواطئة التي تحاول تعويق مسيرتها، ونجد سوريا، البلد الشقيق الذي يحاول الحفاظ على عروبته و صموده. 

وأولاً وأخيراً. نجد الشعب الفلسطيني. هذا الشعب الذي يتمتع بقوة وعزيمة من فولاذ بالرغم من الظلم والقهر والعدوان والمجازر التي تحاول كسر عظامه. هذا الطفل الفلسطيني الذي ولد رجلاً، وهذه المرأة الفلسطينية الحديدية التي يُقتل أبناؤها أمام عينيها ولكن الوطن لديها أغلى. 

واليوم، وفي الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة، وما يشهده من خلافات تشق الصف الفلسطيني أجدني كمواطنة عربية تعشق التراب الفلسطيني وتنحني هاماتها للتضحيات ولا تنسى عشرات الآلاف من الشهداء، أشعر بالخوف على فلسطين. وأحذر من النافخين في نار الفتنة من الداخل والخارج، هذه الفتنة التي قد تجعل الدماء الزكية تضيع هدراً. تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني الباسل في الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة و بعون الله، سيكون هذا الشعب على موعد مع التحرر والحرية والعودة.