جريدة حق العودة - العدد 23: ٥٩ عاماً على النكبة

جريدة حق العودة - العدد 23: ٥٩ عاماً على النكبة

رسائــل أسيــر فــي ذكــرى النكبـــة

بقلم: فضيــلة الشيــخ الدكتــور تيسيــر التميـــمي

رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

سجن بئر السبع/ قسم العزل في إيشيل

 اعتدت سنويا أن أكتب من داخل سجني مقالا، أو رسالة حول النكبة، كوني ممن عملوا وما زالوا يعملون بقضية اللاجئين باعتبارها محور وجودنا، وجوهر صراعنا اليومي والتاريخي على أرض فلسطين، ولكن هذه السنة التي أراها ملبدة بالمخاوف والأوضاع التي تتفتح على سيناريوهات واحتمالات وتوقعات مخيفة، ارتأيت أن أكتب عدة رسائل قصيرة على شكل برقيات سريعة، لأنّ النظام السياسي الفلسطيني يعيش مخاضا عسيرا بدخول حركة حماس للملعب الرسمي السلطوي، وما نتج عن ذلك من حصار وتضييق دوليين على حياة المواطنين الفلسطينيين، وبروز تناقضات بين قطبي السلطة (حماس وفتح) وصلت إلى حد المساس بالمحرمات ( الدم الفلسطيني).

الذكــرى التاسعــة والخمســون لنكبــة فلسطيـــن

بقلم: فضيــلة الشيــخ الدكتــور تيسيــر التميـــمي

جريمــة حــرب لــن تسقـــط بالتقــــادم
                                                    
يوم أليم؛ يستذكر فيه شعبنا زحف الصهاينة بحقدهم المسعور؛ فارتكبوا المجازر ضده واغتصبوا أرضه، وأقاموا فيها دولة الفساد والإفساد، وشردوا أهلها في البلاد بقوة الحديد والنار، في جريمة حرب لن تسقط بالتقادم، بل سيلاحق مرتكبوها وداعموهم ليحاسبوا أمام القضاء الدولي.
أبتلي الشعب الفلسطيني بنوع من الاحتلال لم يعرفه التاريخ، فالاحتلال الصهيوني التوسعي يستهدف أرضنا لتكون وطناً لليهود، فاستقدم إليها المغتصبين من شتى بقاع الأرض ليحلوا محل أصحابها الحقيقيين، وأعاق عودتهم إليها بشتى السبل.
 

ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا

بقلم: النائب محمد بركة

هكذا صمدنا وهكذا نواصل
ليس سهلا أن تكون فلسطينيا.

فلسطينيتنا نحن الباقون في الوطن ليست الأقسى، ولكن فيها من القسوة والعنصرية وظلم ذوي القربى أيضا.. ما يكفي لإدخال بعض الحرج إلى الشامتين بنا.
ويبقى مشروعنا الأول هو البقاء والتجذر في ارض الوطن وبناء القامة واللغة والنهج الدؤوب بمسميات مكاننا في مواجهة التحريض والانتحال الصهيوني.

مشروع البقاء هو حقنا كأفراد وكجموع

مشروع البقاء هو ردنا على الاقتلاع
 

كلمة في ذكرى نكبة فلسطين

بقلم:سيادة المطران الدكتور عطاالله حنا
نتوجه بالتحية الى شعبنا الفلسطيني المناضل والمجاهد في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال. واننا نحيي بالطبع كافة أبناء شعبنا أينما كانوا في الداخل والخارج في المخيمات والشتات والمغتربات. فالشعب الفلسطيني هو شعب واحد أينما كان وأينما وجد والمسافات الجغرافية حتى وإن كانت طويلة إلا أنها لا تقف حائلاً وحاجزاً أمام كون شعبنا واحداً موحداً يحمل رسالة وطنية نبيلة ويعمل من أجل العودة الى الارض المقدسة المباركة والى البقعة التي منها انطلقت الديانات والرسالات والحضارات وأعني بذلك فلسطين الحبيبة.

 

وإن ذكرى النكبة الاليمة هي مناسبة فيها نستذكر معاناه شعبنا والآمه وجراحه، هذا الشعب الذي اقتلع اقتلاعاً من أرضه ووطنه ولكنه ما زال متشبثاً بجذوره وانتمائه العربي الأصيل. وإن شعبنا الفلسطيني وبالرغم من مرور 59 عاماً على النكبة لم ولن ينسى وطنه السليب ولم ولن ينسى البلدات والقرى التي نُكبت والتي طُرد منها أهلها الاصليون والاصيلون ليأتي مكانهم بعدئذ المستوطنون المستعمرون الذين نهبوا الارض بدون حق ويسعوون لابتلاعها وتجريدها من طابعها العربي الفلسطيني.
 

اللاجئــون علــى أرض وطنهـــم

بقلم:   النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى)

حركة اللاجئين دفاعاً عن حق العودة، تلك الحركة الجماهيرية التي شهدت تصاعداً ملموساً خلال العقد الماضي، لم تنطلق من مخيمات الشتات، بل كانت نقطة انطلاقها الأولى من على أرض الوطن حيث إنعقد 8/12/1995 مؤتمر مخيم الفارعة الشعبي بمبادرة من إتحاد مراكز الشباب الاجتماعية في مخيمات الضفة الفلسطينية.هذه الحقيقة تنطوي على مغزى سياسي لافت. فهي تبرز، لا بالقول فقط بل أيضاً بالفعل النضالي، المفهوم الأصيل لحق العودة باعتباره، كما يعرفه القرار الدولي رقم 194، حق اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا منذ 1948 في العودة إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم.

مسار عملية أوسلو كان سبباً لإثارة القلق والمخاوف، لدى أوساط واسعة من الشعب الفلسطيني، مما تنطوي عليه هذه العملية من تهديد لحق العودة، سواء بشطبه أو بإفراغه من مضمونه. ولذلك أعلن مؤتمر الفارعة أن قضية اللاجئين قضية سياسية مركزية، شأنها شأن القدس والحدود والسيادة، وإن قرارات الشرعية الدولية – وبخاصة القرار 194 – هي الأساس لحل هذه القضية. وفي هذا الإطار أكد أن التمسك بحق العودة لا يتعارض مع حق اللاجئين في تحسين شروط الحياة في المخيمات مؤكداً على رفض الدعوات التي ترددت بعد اتفاق أوسلو لتصفية وكالة الغوث أو إنهاء خدماتها، ومطالباً على العكس بتحسين هذه الخدمات وتوسيع نطاقها.

دائمــاً وأبـــداً

بقلم:النــائب الدكتــور أحمــد الطيبـــي

تخطت مسألة اللاجئين البعد الفردي العادي لتترسخ في ذاكرة كل أبناء شعبنا كقضية جماعية وقضية شعب حلت به نكبة إنسانية ووطنية تم تغييبها عن الرواية الحقيقية للصراع من قبل الغرب، الذي تبني رواية القوي والطارد، بدلاً من التعاطف مع قضية النازح والمشرد.

لم تقتصر نكبة الشعب الفلسطيني على أحداث 48 فقد إستمر مسلسل المعاناة عقوداً من الزمن. إنتقلنا من نكبة إلى نكسة، من ثورة إلى إنتفاضة، ومن إستيطان إلى حصار.  لقد أراد الآخر إلغاء الهوية الفلسطينية، وأن تندثر قضيته لتصبح مجرد قضية لاجئين أو عقارات، بعيداً عن البعد الوطني وحق تقرير المصير للشعوب.

ومع مرور الزمن سقط الرهان على الإلغاء والإقصاء والتهميش، وصار المفتاح الخشبي رمزاً للرواية التاريخية الصحيحة، فأقرت الأمم المتحدة قرارات على رأسها قرار 194 الذي أكد على حقوق اللاجئين الوطنية والسياسية والفردية.

الذكــرى التاسعــة والخمســـون للنكبـــة

بقلم: شارلــوت كايــتس

حــق العـــودة هــو مفتـــاح العدالــــة

إن الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة هي حدث حاسم بالنسبة لنا نحن الذين نعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تذهب دولارات الضرائب التي ندفعها يوميا لتثبيت دولة عنصرية ونظام تفرقة عنصرية بني على اقتلاع وسرقة الفلسطينيين العرب وأراضيهم. ونعمل من أجل دعم الكفاح الفلسطيني من أجل التحرير والعودة.
 

إسرائيل لم تنتصر في حرب 1948

بقلم: النائب عيسى قراقع
قراءة في الهجوم الإسرائيلي على المفكر الفلسطيني عزمي بشارة
لماذا عزمي بشارة؟
منذ بروزه كشخصية وطنية ونضالية ذات أفق ديمقراطي وعلماني وليبرالي، شكّل عزمي بشارة مأزقاً كبيراً لإسرائيل بسبب ما لقيت أفكاره من قبول واسع واستقطاب جماهيري ويقظة متجددة وتحدياً حقيقياً للسياسات الإسرائيلية من خلال فضحه لطبيعة وكينونة الدولة العبرية كدولة عنصرية استعمارية، بإصرارها على طابعها كدولة يهودية، وكونها تستمد تشريعاتها من الديانة اليهودية[1].
لقد فضح بشارة التناقضات التي تكتنف الدولة الإسرائيلية، حيث لا يمكن التوفيق بين كونها دولة يهودية وديمقراطية أو بين كونها دولة علمانية ودينية، وبين كونها دولة لمواطنيها وتمييزها ضد مواطنيها العرب أصحاب الأرض الأصليين[2].

ألـــم اللجـــوء وأمـــل العـــودة

بقلم:.خالــد منصـــور، كاتب وناشط سياسي

بحثت عنه في بيته فلم أجده. قالت لي زوجته العجوز: إلحق به غربي المخيم، وستجده حتما هناك جالسا تحت شجرة زيتون.. كانت الشمس على وشك الغروب، فأسرعت الخطى كي أجده هناك قبل أن يعود لأداء صلاة المغرب في مسجد المخيم.. وبالفعل نجح مخططي، والتقيته هناك يتفيأ شجرة زيتون رومية، في كرم ليس بعيدا كثيرا عن منازل المخيم، كهل طاعن في السنّ، جاوز الثمانين من عمره، تجاعيد وجهه تقول انه قد واجه الأهوال في حياته، يعتمر كوفية بيضاء وعقال (مرعز) ويرتدي قمبازا مقصبا يلف وسطه بحزام جلدي من النوع العريض. يفترش الأرض جالسا منهمكا في لفّ سيجارة من دخّان (الهيشي البلدي) من علبة معدنية صدئة غاية في القدم، يداه ترتجفان بوضوح، ويلصق ورق السيجارة بلعاب شفتيه، فتخاله ومن شدّة ترفقه بالسيجارة وحرصه الزائد على إتقانها وكأنه يقبّل محبوبة..
قطعت عليه وحدته واستغراقه بالتفكير حين كان يهم بإشعال السيجارة باستخدام قداحة قديمة تعمل بالكاز.. طرحت عليه السلام واستأذنته بالجلوس عنده.. فرحّب بي وترحّم بادئا على روح أبي الذي كان يعرفه جيدا قائلا بتنهّد: "إيه يا عمّي.. مات أبوك وارتاح وتركنا هنا للعذاب... والله زلام زمان ما الهم مثيل في هذا الزمن.. والّي بروح ما بيجي زيّه".
 

فــي الذكــرى التاسعــة والخمسيــن للنكبــة

بقلم:النائب وليـــد العـــوض

الوحــدة الوطنيــة سلاحنــا الامضــى لمحــو آثــار النكبـــة


تسعة وخمسون عاما من المعاناة مضت هي ليست طويلة في عمر الشعوب ولكنها مرت كدهور على شعبنا الفلسطيني منذ أن نجحت العصابات الصهيونية في عام 1948 في سرقة والأرض وتشريد أصحابها. في تلك الأيام السوداء قامت العصابات الصهيونية مدعومة من بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين بتدمير ما يزيد عن 700 قرية ومدينة ومحلة فلسطينية وارتكبت أكثر من 52 مجزرة بحق أهلها الذين عاشوا قرون ببساطة وهناء يفلحون أرضها وينعمون بخيراتها إلى أن حطت الغربان السوداء على تراب فلسطين وحولت حياتهم إلى جحيم،

1948 - قريــة سلمـــة لم تسْـــلــَم.. ولكنــها لم تـُـسَــلـِّـم

بقلم:رنيـــن جريــس

تقع بلدة سلمة الى الشمال من الطريق العام المؤدي الى يافا، تداول اهلها قصص عديدة حول مصدر تسميتها، فقد كانت الجدّات تنسجن أساطير خيالية حول الاسم ويخلطن بين اسم الصحابي سلمة وبين سلمة ابن زوجة الرسول وعند سؤالي عبد العزيز صقر (1939)، حول مصدر التسمية أجابني: "اقيمت سلمة على انقاض بلدتين كنعانيتين، سمّوها سلمة على اسم الصحابي سلمة بن الهشام الذي استشهد مع اربعه اخرين عام 13 هجري في معركة اجنادين التي دارت جنوب شرق الرملة ودفنوه في القرية. مقام سيدنا سلمة موجود لليوم والمقبرة قريبة منه. بذكر كانت نساء يافا في أول يوم جمعة من شعبان ييجو ويقعدوا عند المقام ويحتفلوا بهذا اليوم كانوا يسموه "شعبونيه".. وتضيف زهرة ابو حاشية (1932): "قريب من المقام كانت شجرة سدرة كبيره تتبارك فيها الناس، أنا ما بذكر الشجرة بس إمي كانت تحكيلي عنها، يعني مثلاٌ اللي ما كان يجيها اولاد كانت تروح وتتبارك وتصلي عند السدرة".

سلطـــة الذاكــــرة

بقلم: د. أحمد سعدي و د. ليلى أبو لغد

كتاب "النكبة: فلسطين 1948 وادعاءات الذاكرة" حول ما عنته سنة 1948 للفلسطينيين، كما انعكس في ذاكرتهم الفردية والجماعية، استعادها الجمهور عبر انتزاعها بواسطة الباحثين والأحفاد، والتطوع الخلاق، أو تم تقديمه من ممارسة التذكر بهدف المحافظة، ومن خلال المقالات من قبل مجموعة الدارسين الصاعدين، وجميعهم يجرون بحوث على الذاكرة الفلسطينية، تساهم بمادة هامة في إعادة بناء التاريخ المستمر لأحداث 1947 و 1948، وتستكمل أعمال التاريخ الشفوي التي تجري بعناية من قبل مراكز البحث الفلسطينية.
ولكن ذلك ليس الغرض الرئيس من هذا الكتاب؛ فاهتمامنا أقل حول ما تخبرنا به هذه الذكريات، حول ما حدث في الماضي مقارنة باهتمامنا بما تفعله هذه الذكريات، وما باستطاعتها فعله في الحاضر، وذلك من خلال أهمية العمل الذي تقوم به الذاكرة لتأكيد الهوية وإدارة الصدمة والألم، وكيف تصنع المطالب السياسية والأخلاقية، ننظر بشكل خاص إلى كيف تنتج هذه الذكريات، متى يكون الناس صامتين؟ ومتى تنتشر الذاكرة الجماعية؟ وما الذي يشكل الذكريات الفلسطينية عن الأحداث الكارثية لعام 1948؟ ونحن معترفين بأنه لا توجد ذاكرة نقية أو تلقائية.
 

الدولانيـة

بقلم:د. لــوري أليـــن

ثلاثة مراهقين من مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس الواقعة في الضفة الغربية؛ قاموا مؤخرا بزيارة جامعة هارفارد، كجزء من جولة لهم تحت عنوان "صورة بلاطة". وقد كان هدفهم بيان توجهاتهم ونظرتهم للجمهور الأمريكي، ولو جزئيا، وأن يعرضوا صور الحياة اليومية في المخيم. إحدى البنات، هديل، تحدثت إلى طلاب وإلى جزء من العاملين المقيمين في كامبردج، حول ذكريات جدتها عن الحياة في فلسطين قبل أن يصبحوا لاجئين. بالنسبة لجمهور أجنبي كان في كلامها مشاهد شاعرية تفيض بالأمان والطمأنينة، الكثير منها صيغت ومررت من الجدة إلى الحفيدة؛ حيث أخبرت الجدة حفيدتها عن ذكرياتها الشابة في أيام "البلاد" القديمة التي كانت الوطن، ، وعن تربية الأطفال في فلسطين،  وكيف كانت تلهو في البساتين، وكيف تصورت مستقبلها الذي اندثر في لحظة خاطفة من الزمن.

مــن ظلــم إلــى ظلــم: اللاجئــون الفلسطينيـــون ووسائـــل الإعـــلام

بقلم: شريـــف النشاشيبـــي

في السنوات السبع التي كنت خلالها أرقب تغطية وسائل الإعلام البريطانية للقضايا العربية؛ يمكنني القول بثقة أن اللاجئين الفلسطينيين هم الأكثر ظلما. كما أنهم غير مفهومين، وهم أصحاب القضية التي قليلا ما يتم ذكرها من بين أوجه الصراع العربي–الإسرائيلي. وهذا ليس مجرد سوء حظ؛ بل هو أمر محير، وخاصة بسبب مركزية قضية اللاجئين الفلسطينيين في أي حل عادل ودائم.
قضية اللاجئين مطعونة لأن بعض مالكي وسائل الإعلام  والمحررين والصحفيين يعتنقون وجهة نظر إسرائيل، كما يساء فهم قضية اللاجئين لأنها مستهدفة بضراوة من قبل اللوبي المؤيد لإسرائيل، والذي لا يواجهه لوبي بنفس القوة مؤيد للفلسطينيين، وبخاصة عدم وجود لوبي مؤيد للاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص (ومن المحزن أن الاثنين غير مترادفين)؛ وقضية اللاجئين الفلسطينيين خارج التغطية لأنها كمشكلة سيكون عمرها في السنة القادمة 60 عاما، وقد توقفت منذ زمن بعيد لتكون جديرة بالأخبار.
 

الأثــر الإقتصــادي للنكبــة علــى اللاجئيــن الفلسطينييـــن

بقلم: أحمــد أبــو غـــوش

تعرض الشعب الفلسطيني في العام 1948 للنكبة، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. فقد احتلت 78% من أرضه، وحُرقت ودُمّرت أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية، وارتكبت المذابح الجماعية، وشرد حوالي 950 ألف فلسطيني من وطنهم (1). ما حدث كان إحلالا. لأنه، وعبر فعل منظم أدى إلى إنشاء كيان استيطاني، أحل سكانا جاءوا من كل بقاع العالم، محل سكان عاشوا فوق أرضهم جيلا بعد جيل، ونفى علاقات انتاجية واجتماعية كانت قائمة منذ مئات السنين، ليحل مكانها علاقات بين المستوطنين على نفس الأرض.

المنظــور العنصــري يعقـّــد الحلــول الممكنـــة

قلم:. تحسيــن يقيـــن

في سياق الحديث عن المبادرة العربية، يطرح الإسرائيليون حق العودة كقضية للإلغاء حتى يكون باستطاعتهم الجنوح للسلم، وذلك من باب أن حل قضية اللاجئين لا بد وان يكون بترحيلها ونفيها الى خارج سياق الحل. لم يكتف الغزاة بطرد اللاجئين وقتلهم وملاحقتهم في أماكن اللجوء في كل من الأردن وسوريا ولبنان لقتلهم وقتل أبنائهم وأحفادهم، بل إنهم بعد أن سببوا لهم كل هذه المعاناة على مدار ستة عقود يريدون الآن ليس التنصل من جرائمهم فحسب، بل يريدون مجازاة اللاجئين بحرمانهم من العودة أيضا!
في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة، هذه المناسبة التي تعمق لدينا العودة، إذ لا بديل عن الروح، سأقف عند ما كتبه كاتبان إسرائيليان، أولهما كاتب يساري، وثانيهما يميني ردّ عليه، لأعود بعدها إلى الوراء عاما واحدا (وليس 59 عاما) لأستعيد بعضا مما كتب عن النكبة، وأختم بالعودة الى قناعاتي ليس كلاجئ أو كفلسطيني، بل كإنسان عادي يقرأ الأمور كما هي لا كما يشتهيها الغزاة: السابقون منهم واللاحقون.
 

فــي الذكــرى التاسعـــة والخمسيــن للنكبــة

بقلم: د. فايـــز رشيــد

المتغيــرات، وتطـــور المفاهيــم العنصريــة فــي إسرائيـــل


في ذكرى النكبة، وبنظرة موضوعية إلى الداخل الاسرائيلي، ليس صعبا على المراقب أن يلاحظ وبلا أدنى شك أن جملة التطورات التي حدثت على الصعيدين الرسمي والاجتماعي في المدى المقارب لستة عقود زمنية منذ الإنشاء، تتلخص في الجنوح مزيداً نحو اليمين. ذلك أن الايديولوجيا الصهيونية، ذات الجذور التوراتية، ما زالت هي الأساس والمنبع للسياسيات الإسرائيلية في المناحي المختلفة.

الوكســـة.. مـــا بعــد النكبــة والنكســة

بقلم:عبــد الفتــاح القلقيلـــي

كان ذلك عشية "النكسة" (1967) حين طلب مني أحد الظرفاء الأصدقاء، وهو يبكي، أن أوظف معرفتي اللغوية في تحضير مصطلح للهزيمة القادمة. لقد قال صديقي آنذاك: لقد كانت هزيمة عام 1948 "نكبة"، وهزيمة عام 1967 "نكسة"، فهل في المعجم العربي متسع لمزيد من المصطلحات الصالحة للهزيمة القادمة؟!!
قلتُ، وعيناي مغرورقتان بالدمع: ستكون "وَكْسة"، وبعدها "عَفسة"

اختلطَ نحيبُ صديقي بضحكه، حتي شرب دمعَه...

النكبة في اللغة هي المصيبة إذا كانت قوية وشاملة، لانها اسم مرة من نَكَبََ؛ ونقول نكبَ الإناءَ إذا أراقَ ما فيه؛ وكانت هزيمة عام 1948 جديرة أن تُعتبر "نكبة" لانها أراقت ما في فلسطين من شعب وخير. والنكسة في اللغة هي عودة المرض للمريض بعد أن كاد يُشفى، أو هي طأطأة الرأس خجلا؛ وكانت هزيمة عام 1967 "نكسة" بكلا المعنيين المذكورين آنفا.
 

حكايــة نكبــة مستمــرة:

بقلم:رفيــف زيـــادة 
اللاجئــون الفلسطينيـــون فــي العـــراق


تعيش اليوم المئات من العائلات الفلسطينية اللاجئة على الحدود العراقية الأردنية والحدود العراقية السورية؛ هذه العائلات التي هربت من الحرب الأمريكية في العراق وجدت نفسها محاصرة في أرض غير محكومة. وتعيش هذه الأسر الفلسطينية اللاجئة في الخيام وفي القذارة مع القليل من الأمل، تماما مثلما فعل آباؤهم وأجدادهم بعد طردهم من وطنهم فلسطين خلال نكبة عام 1948 من قبل المستعمرين الإسرائيليين. وتشكل مخيمات "الهول"، "التنف"، "الرويشد" و"الوليد" في الصحراء العراقية أمثلة حية للنكبة المستمرة التي يواجهها الفلسطينيون. حيث أن مصير 34,000 لاجئ فلسطيني الذين عاشوا في العراق يوما ما؛ يمكن أن يضاف إلى القصص المأساوية العديدة للغزو الأمريكي لتلك البلاد العربية.

النكبــة المستمــــرة:

بقلم:د. روزماري صايغ

الأمراض والأوضاع الصحية للاجئين الفلسطينيين في لبنان


نظام انعدام الأمان والفقر

يؤكد خبير الصحة العامة "مايكل مارموت" على العلاقة الوطيدة بين الصحة وحاجتين إنسانيتين أساسيتين؛ هما: الحاجة إلى الاستقلالية الذاتية والمشاركة الاجتماعية الكاملة، ويضيف "أن المحروم من حي نظيف، ومن عمل مجدي، ومن حقه في عدم التعرض لمضايقات الشرطة ومن الاعتقال، ومن حقه في عدم التعرض للعنف والاعتداء، يكون من الصعب عليه إن يسيطر على حياته أو أن يكون مشاركا اجتماعيا كاملا".[1] إن القيم التي يصفها "مارموت" هي من النوع الذي لا يمتلكه لاجئو المخيمات في لبنان، تماما مثل الفلسطينيين في العديد من  المنافي الأخرى. ومثل هذه الظروف التي تسمح المجموعة الدولية باستمرارها تتنافى بوضوح مع المبدأ الأول في إعلان قمة "ريو" عام 1992؛ والذي جاء فيه: "أن البشر هم في مركز الاهتمام للتنمية المستدامة، وأن لديهم الحق في حياة صحية ومنتجة بتوافق مع الطبيعة".

نحــو تحريــر حــق العــودة مــن جــدران الشّعـــار

بقلم: هشــام نفـــاع

مفاجأة طيبة انتظرتنا في قرية اللجون المهجرة هذا العام. فقد شارك في المسيرة التي تزامنت، قصدًا وتحديًا، مع التاريخ العبري ليوم الاستقلال العبري، خمسة أضعاف المشاركين العام الفائت، في قرية أم الزينات الكرمليّة. نحو عشرة آلاف مشاركة ومشارك من جميع المناطق والانتماءات الوطنية والأجيال حضروا للتعبير عن حياة الذاكرة وقوّة الحق. طابور طويل من السيارات والحافلات امتدّ قرب مفترق مجدّو وحتى أطراف القرية، ومنها مشيًا على الأقدام الى مركز التجمهر فوق وادٍ تقوم عليه مطحنة قديمة جميلة وتحت موقع مقبرة القرية الحزينة.
في الطريق ألمحُ طاقمًا تلفزيونيًا اسرائيليًا عرفتُ لاحقًا من أحد مصوّريه أنه جاء الى المسيرة ضمن إنتاج مسلسل وثائقي عن الفلسطينيين في إسرائيل. من بين جميع الأسئلة كان هناك سؤال تردّد على من جرت مقابلهم: هل تريدون عودة اللاجئين ليعيشوا الى جانب بلدات يهودية قائمة، أم بدلا منها وإخلائها؟
 

نحو تحالف العودة في فلسطين 48 واولوية توفير البنية لمشروع العودة

بقلم: امير مخول

تدخل نكبتنا نحن الشعب الفلسطيني عامها الستين، والحديث عن ستة عقود من النكبة المتواصلة وليس عن تاريخ وذكرى. وان لم تكن النكبة هي بداية المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري في فلسطين الا انها هي الحدث المؤسس لما تلاها. وهي التعبير الجوهري الادق للمشروع الصهيوني.

الديموغرافيـــا تنتصــر للفلسطينييــن رغــم النكبـــة

بقلم: د. يوســف كامــل إبراهيـــم

59 عاما من التشريد في أصقاع العالم، وما زال الشعب الفلسطيني هائم على وجهه، منكوبا بعد أن سلبت حقوقه وانتزع من أرضه لتوطين أناس جاءوا من مختلف أنحاء العالم ليشتتوا الفلسطينيين في مختلف زوايا العالم. تصادف ذكرى النكبة مع نكبة أخرى جديدة تحل بالفلسطينيين وبخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لأشد وأطول حصار اقتصادي وسياسي من قبل قوى الطغيان ممن يدعون بأنهم قوى التحرر والديموقراطية. تمر ذكرى النكبة، والشعب الفلسطيني يثبت نفسه في الساحات العربية والأوروبية وعلى أرض فلسطين التاريخية بعد أن أعتقد الصهاينة أن هذا الشعب سينتهي وأن بمقدورهم مسحه عن خارطة الوجود. وها هو الشعب الفلسطيني يسابق الصهاينة من حيث العدد على أرض فلسطين ويواصل نضاله من أجل إحقاق حقوقه في وطنه التاريخي فلسطين.
 

أبــو خالــد لا تخونــــه ذاكرتــه

بقلم:حسيـــن عـــوض

أعلم جيدآ أن أبا خالد لا بد وأن يكون أحد المدعوين قي حفل تكريم المجاهدين، فقد كان أحد ثوار الستة وثلاثين عاش ست سنوات بين الجبال، وعندما غادر فلسطين في الثمانية وأربعين كان حزنه كبيرآ، لا شيء أعاد الفرحة إلى قلبه إلا القرار الصائب الذي اتخذه، سيكون فدائيآ يستطلع لعمليات وينفذها في قلب فلسطين، نفذ قراره فكان أحد فدائيي الوطن لمدة تزيد على عشر سنوات منذ أواسط الخمسينات وحتى أواسط الستينات. ذهبت مع صديقيً.. مشينا على الرصيف العام واتجهنا غربآ قاصدين بيته، وبعد مسافة ليست قصيرة وصلنا، وجدناه أمام الدار سلمت عليه بقولي:
- مرحبآ يا أبا خالد.

- أهلآ يا أبا مروان، تفضلوا.

أصر كعادته على دخول مضافته، صب القهوة المرة، لف سيجارة ودفع علبة التبغ باتجاهنا وجهه المتهلل يفيض بالبشر والمرح، طلب عمل الشاي، فقلت:
 

في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة

بقلم: د. زكــريا الآغــــا

سيبقــى شعبنــا الفلسطينــي متمسكــاً بالعــودة رغــم مــرارة اللجــوء وقســـوته

تحيي جماهير شعبنا الفلسطيني بمختلف أطيافه السياسية في الوطن والشتات في الخامس عشر من آيار الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة، سفر الآلام والمعاناة الذي سجل شعبنا من خلالها ولا زال أروع صور الفداء والتضحية والإصرار العنيد على التواصل حتى إحقاق الحق بنيل الحرية والاستقلال والعودة وتقرير مصيره، وتصديه لأبشع المؤامرات التي لا زالت تحاك بهدف تصفية قضيته العادلة التي اجتازت بشعبنا وبصموده وثباته عبر درب الآلام الطويل كافة المؤامرات الرامية إلى طمس الهوية الفلسطينية ومسحها عن الخارطة السياسية.