أخبار بديــل

توصيات ختامية للمتابعة صادرة عن ورشة: أوضاع حماية اللاجئين الفلسطينيين (الحقوق، الحاجات، الاستراتيجيات) لبنان، بيروت، 2-3/6/2003

أوضاع حماية اللاجئين الفلسطينيين (الحقوق، الحاجات، الاستراتيجيات)

لبنان، بيروت، 2-3/6/2003

بدعوة من مجموعة عائدون (لبنان/سوريا) وبديـل / المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين (بيت لحم/فلسطين) عقدت في مقر مؤسسة الدراسات الفلسطينية/ بيروت في الفترة من 2 الى 3 حزيران/يونيو 2003 حلقة دراسية متخصصة عن اوضاع حماية اللاجئين الفلسطينيين على المستويين الاقليمي والدولي. وشارك فيها نحو اربعين شخصا من خبراء القانون والاكاديميين والسياسيين والصحافيين ونشطاء المنظمات غيرالحكومية الفلسطينية واللبنانية والدولية، وخاصة العاملة منها في مجال حقوق الانسان. وناقش المشاركون في الحلقة على مدار يومين حقوق حماية اللاجئين الفلسطينيين وحاجاتها واستراتيجياتها.

 في اليوم الاول من الحلقة عالجت المداخلات معنى الحماية والنظام الدولي الخاص بحماية اللاجئين (لكس تاكنبرج)؛ ومقارنة الوضع القانوني واوضاع حماية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا (جابر سليمان)؛ واليات الحماية الدولية اليومية المؤقتة للاجئين الفلسطينيين فضلا عن الحلول الدائمة لمشكلتهم (تيري رمبل). وقد تركز الجدل والنقاش حول توضيح مفهوم الحماية المطبق على اللاجئين الفلسطينيين؛ وعلى التشابهات والاختلافات في ثغرات الحماية والاسباب الاساسية الكامنة وراءها في مختلف البلدان المضيفة؛ وكذلك على المفاضلة بين الهيئات الدولية الثلاث – لجنة التوفيق الدولية بشأن فلسطين، الانروا، المفوضية العليا لشؤون اللاجئين – لجهة اي هيئة او اكثر من هذه الهيئات ينبغي ان تتولى مسؤولية حماية اللاجئين الفلسطينيين، كما تركز النقاش ايضا حول البحث عن الحلول الدائمة (حق العودة، استعادة الممتلكات، التعويض في اطار تطبيق حق العودة وليس بمعزل عنه.

 وقدمت مداخلات اليوم الثاني مراجعة نقدية للجهود الفلسطينية والعربية المبذولة حاليا وفي الماضي من اجل تحسين اوضاع حماية اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين (تيري رمبل) وفي الدول العربية المضيفة (سهيل الناطور). في فلسطين عالجت المداخلة تجربة الحوار الذي اجرته المنظمات غير الحكومية مع الهيئات الدولية ذات العلاقة، ادوات وسبل التثقيف ورفع مستوى المعرفة والوعي، الاستفادة من معاهدات وهيئات الامم المتحدة المعنية بحقوق الانسان. كما عالجت الجهود المبذولة حديثا لجمع خبراء وصناع سياسة دوليين من ذوي الاختصاص. وفي البلدان العربية المضيفة عالجت المداخلة دور جامعة الدول العربية، التجربة والمشكلات الخاصة بحماية اللاجئين الفلسطينيين في الاردن ومصر والعراق وليبيا. وقد تركز الاهتمام بشكل خاص على الفئات المهمشة من اللاجئين (على سبيل المثال: اللاجئين من قطاع غزة سابقا المقيمين في الاردن حاليا) وعلى الثغرات الخطيرة وغير المعروفة على نطاق واسع المتعلقة بحماية اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مصر، والتي لا تقل سوءا عن الحال في لبنان، وكذلك على مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والتي برزت مؤخرا في العراق، في اعقاب الحرب الاميركية/البريطانية على هذا البلد العربي التي اسفرت عن احتلاله.

 وفي الجلسة الختامية ناقش المشاركون في الحلقة الدراسية استراتيجيات الدفاع المتابعة واكدوا في هذا السياق على ما يلي:

- الحاجة الملحة لبذل المزيد من الجهود المنظمة من اجل معالجة الثغرات الخطيرة في نظام الحماية الدولية لللاجئين الفلسطينيين، حيث يشكل غياب الحماية الدولية الفعالة تهديدا جديا لحق العودة.

- ضرورة الاسراع في بذل الجهود من اجل توحيد استراتيجيات ولغة ومنهج الحماية الدولية، حيث اننا قد بدأنا متأخرين في التعرف على واكتشاف انجع السبل القادرة على معالجة الثغرات، بما يكفل حماية الحقوق الاساسية للاجئين في التوصل الى حل دائم لمشكلتهم (حق العودة، استعادة الممتلكات والتعويض) كما هو منصوص عليه في القرار (194) ومبادىء القانون الدولي.

- ضرورة ان تشمل جهود التثقيف وزيادة درجة الوعي والمعرفة والتعبئة الشعبية المتعلقة بحاجات واستراتيجيات الحماية الدولية للاجئين الفلسطينيين اوسع قطاعات ممكنة من تجمعات اللاجئين. بالاضافة الى ضرورة ان يغطي منهاج الانروا التعليمي المفاهيم والمبادىء الاساسية المتعلقة بحقوق اللاجئين وحمايتهم.

- الحاجة الى بذل المزيد من الجهود المنظمة لطرح المشاكل المحددة التي يواجهها اللاجئون في الدول المضيفة, وفي هذا السياق يتوجب على المنظمات الاهلية الفلسطينية والمجتمع الاهلي الفلسطيني التنسيق مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في الدول المضيفة بهدف تحديد ثغرات الحماية وممارسة الضغط على المسؤولين الحكوميين المعنيين وعلى الاحزاب السياسية من اجل حماية مؤقتة فعالة تؤمن الحقوق اليومية للاجئين (مثل: التوظف والعمل، التعليم، حرية الحركة، الحصول على الوثائق والأوراق الثبوتية...الخ) ، وذلك بالتوافق التام مع المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومات المعنية، الى ان يتم التوصل الى حل دائم يتطابق مع قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم (194).

- الحاجة ايضا الى بذل جهود اكثر من اجل تعريف المجتمع الدولي على ثغرات الحماية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون وعلى الامكانات الكامنة لمعالجتها. كما هناك حاجة الى ممارسة الضغط على الدول المانحة للانروا من اجل تمويل خدماتها في الصحة والتعليم وخدماتها الاجتماعية بشكل كامل، مع تركيز الاهتمام على لبنان خصوصا.

- الحاجة الى جهود خاصة لرفع مستوى الوعي والمعرفة بحاجات الحماية لفئات اللاجئين الاشد حرمانا على وجه الخصوص، بما في ذلك اولئك الذين لا يحملون اية وثائق، واللاجئون الفلسطينيون في مصر والعراق.

- ضرورة تفعيل دور مكاتب (م.ت.ف.) في الدول المضيفة وخاصة في لبنان، فيما يتعلق بتقديم العون القانوني للاجئين وبشكل خاص من لا يحمل منهم وثائق واوراق ثبوتية.

- الحاجة الملحة الى بذل الجهود من اجل حل اشكالية اي من اليات الحماية الدولية مسؤولة عن حماية اللاجئين الفلسطينيين وايجاد حل دائم لمشكلتهم. وفي هذا السياق ينبغي ان نأخذ بعين الاعتبار دور كل من لجنة التوفيق الدولية بشأن فلسطين، الانروا، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين دون تفضيل واحدة على الاخرى. وتبعا لذلك، ينبغي توسيع صلاحيات كل واحدة منها بهدف تأمين حماية دولية فعالة للاجئين الفلسطينيين كافة. واكثر من ذلك فان الحماية الدولية للاجئين الفلسطينيين ينبغي ان تنضبط لمعايير القانون الدولي حتى لا تكون عرضة للتأثر بالظروف والتدخلات السياسية العابرة.

- ضرورة عقد ورشة عمل اخرى في لبنان حول الموضوع ذاته، من اجل المتابعة، بحيث يشارك فيها عدد اكبر من الجمعيات الاهلية والنشطاء العاملين في اوساط اللاجئين الفلسطينيين.

 وبناء على توصيات المشاركين في هذه الحلقة الدراسية سنعمل على نشر وتعميم أعمال الحلقة باللغتين العربية والإنكليزية في اقرب وقت ممكن.

 عائدون (لبنان/سوريا) مركز بديل (بيت لحم)

 بيروت وبيت لحم في 9/6/2003