أخبار بديــل

تواصل عمليات اقتلاع وتهجير الفلسطينيين البـدو: تسميم أراضي البـدو الفلسطينيين في قرى "عبدة" غير المعترف بها

تسميم أراضي البـدو الفلسطينيين في قرى "عبدة" غير المعترف بها

تقرير صحفي مرفق من:
المجلس الإقليمي للقرى الفلسطينية غير المعترف بها – النقب
6 آذار 2003

في الثالث من آذار، قامت دائرة أراضي إسرائيل، التي تدير معظم الأراضي داخل الخط الأخضر (بما فيها لأراضي التي صودرت من اللاجئين الفلسطينيين)، بتدمير ما مساحته 2000 دونم من المحاصيل الزراعية تعود ملكيتها للفلسطينيين القاطنين في قرى "عبدة" البدوية غير المعترف بها إسرائيلياً في منطقة النقب. خلال عملية التدمير، تم رش المحاصيل الزراعية بمواد كيميائية، وقد كان العديد من البدو من بينهم الرجال والنساء والأطفال يعملون في تلك الحقول أثناء عملية رش السموم (أنظر إلى مرفق التقرير الصحفي الصادر عن المجلس الإقليمي). وكانت عملية رش الحقوق بالمبيدات السامة التي تقوم بها دائرة أراضي إسرائيل هي الثانية من نوعها خلال عام من الزمن.

إن تدمير المحاصيل الزراعية هو مثال آخر على إمعان الحكومة الإسرائيلية في انتهاك حقوق الإنسان الأساسية وبشكل فاضح، بحق المجتمع الفلسطيني البدوي، وهم أهل الأرض وسكانها الأصليين. ففي شباط من العام 2003، قامت وزارة الداخلية الإسرائيلية بهدم مسجد في إحدى القرى البدوية غير المعترف بها "قرية تل المايلة" بناءاً على ادعاءات أن بناية المسجد غير مرخصة. وفي بادية العام نفسه قامت الحكومة الإسرائيلية بالكشف عن موازنة مالية قدرها (1.71 مليون دولار أمريكي) وإطاراً زمنياً مدته (5 سنوات) لتنفيذ خطة وضعت لإزالة ما تبقّى من السكان الفلسطينيين الأصلين من البدو الذين يعيشون الآن في القرى غير المعترف بها وترحيلهم عن أراضيهم ووضعهم في ثلاثة تجمعات سكانية تشبه المخيمات.

وتشتمل الخطـة على تمويل للبدء في إجراءات قانونية، كانت قد أوقفت في العام 1976، من أجل إنهاء جميع دعاوى الأراضي في المحاكم الإسرائيلية. والجدير ذكره هنا أنه لم يسبق أن ربح أحد البدو دعاوى قضائية لامتلاك أرضه من بين الدعاوى التي وصل عددها إلى 3000 دعوى قضائية رفعت للمحاكم الإسرائيلية عبر العقود الماضية. كما وتشتمل الخطة على تمويل لتنفيذ مصادرات للأراضي، تدمير المحاصيل الزراعية في الأراضي التي تدعي الحكومة الإسرائيلية امتلاكها "أراضي دولة"، وتدمير البنايات والمساكن غير المرخصة حسب ادعاءات الحكومة. (لمزيد من التفاصيل حول هذه الخطة أنظر: التقرير الصحفي الصادر عن المجلس الإقليمي بتاريخ 22/1/2003). كما وتخطط الحكومة الإسرائيلية لبناء 14 مستعمرة يهودية جديدة على أراضي تعود ملكيتها للبدو، وذلك بهدف زيادة حجم السكان اليهود في منطقة النقب.

وقد استهدفت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة السكان الأصليين من البدو في منطقة النقب عبر العقود الخمس الماضية، وكانوا عرضة للطرد والتهجير ومصادرة الأراضي والممتلكات وسياسة تجميع البدو وتركيزهم في تجمعات سكنية مكتظة. ويشكل السكان البدو ما نسبته 13% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948. ويقدر عدد البدو اللاجئين من العام 1948 اليوم بحوالي (650 ألف) لاجئ بدوي، ويعيش أغلبهم في ما يسمى "بالقرى غير المعترف بها" داخل الخط الأخضر. ولا تحصل هذه القرى غير المعترف بها على أغلب الخدمات التي تقدمها الحكومة لمواطنيها. إننا نرى في قضيتهم جزءاً من قضية اللاجئين العامة، والتي تنتظر حلاً عادلاً ودائماً والذي يمكّن الجميع من العودة إلى ديارهم الأصلية واستعادة ممتلكاتهم وأراضيهم.

------------------

مرفـــق

رش الفلسطينيين البدو بالسموم في قرية "عبدة" غير المعترف بها

المجلس الإقليمي للقرى الفلسطينية غير المعترف بها – النقب – 3 آذار 2003

ضمن سياسات الحكومة الإسرائيلية من مصادرات للأراضي واقتلاع السكان وتوطين البدو في تجمعات سكانية مكتظة، بدأت هذه الحكومة بإجراءات جديدة ضد السكان الفلسطينيين البدو الذين يقطنون 10 قرى غير معترف بها ويقدر عددهم بحوالي (20 ألف مواطن إسرائيلي) تمثلت في تدمير محاصيلهم الزراعية من خلال رشها بالسموم، وذلك في 15 شباط 2002. (1)

 وفي 3 آذار 2003، وبدون سابق إنذار، قامت طائرتان تابعتان لدائرة أراضي إسرائيل، تصاحبها قوات هائلة من قوات الشرطة ومكافحة الشغب، برش مواد كيميائية سامة على المنازل وأكثر من 2000 دونم من المحاصيل الزراعية التي يزرعها مواطني قرية "عبدة" غير المعترف بها، في منطقة النقب.

 الشيوخ والأطفال ممن كانوا في الحقول في ذلك الوقت، تعرضوا لهذه السموم والكيماويات التي نشرتها الطائرات الإسرائيلية. وبدأ الهلع يدب في الأطفال وسبب ذلك في حالات إغماء شديد للكثير من الحالات لأنهم ظنوا أن الحرب العراقية بدأت وأن أسلحة كيماوية قد استخدمت ضدهم. عندها قام السكان بإخلاء الأطفال من الموقع إلى أقرب عيادة طبية في اقرب تجمع يهودي "متسباح رامون"، وهناك رفض الأطباء استقبال الأطفال المرضى حتى قام رئيس المجلس الإقليمي للقرى العربية بالإتصال بوزارة الصحة ومؤسسة كوبات حوليم وإطلاعهم على الحادث. وقد بعث المجلس الإقليمي برسالة عاجلة إلى وزارة الصحة يطالبها بإجراء تحقيق رسمي بتلك الأحداث.

 وصرح السيد لبّـاد تاسان، رئيس التجمع البدوي في قرية "عبدة" أن دائرة أراضي إسرائيل قامت برش الحقول والمحاصيل والمنازل والحيوانات بالمواد الكيماوية وأن السكان أيضاً لم تنجوا من عملية الرش. وان أحد ضباط الشرطة الذين قدموا إلى الموقع قام بتصويب مسدسه نحو أحد المزارعين الذين حاولوا منعهم من رش المحاصيل. وأضاف لبّـأد أن الذعر أصاب الأطفال، والذين كانوا حديثاً قد تسلّموا الأقنعة الواقية من الغازات السامة، واعتقدوا أن الحرب الكيماوية قد بدأت.

 كما قال السيد جابر ابو كف، رئيس المجلس الإقليمي للقرى الفلسطينية غير المعترف بها، والذي قام بزيارة الأطفال في العيادة الطبية، بأن رش المحاصيل الزراعية بالكيماويات في قرية "عبدة" هو عمل بربري، غير إنساني، وبلا ضمير. وأكـد بأن حكومة شارون الجديدة تمضي قدماً في مخططاتها في اقتلاع السكان الفلسطينيين البدو من أرض آبائهم وأجدادهم. "لكننا سنبقى في أراضينا طالما بقينا نحيا، ونطالب كل ذي ضمير حي الوقوف إلى جانبنا".

 خلفية عامـة: كانت قرية "عبدة" قرية معترف بها من قبل الحكومة الإسرائيلية في العام 1992 بعد حوالي 6 أشهر من النقاشات في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وبالرغم من الاعتراف الرسمي، إلا أنه لا يزال حبراً على ورق، حيث يحرم سكان هذه القرية كغيرهم من القرى غير المعترف بها من تلقي معظم الخدمات البلدية ومنها المياه والكهرباء والطرق والرعاية الصحية والتعليم...الخ. وقاد جاء الاعتراف بالقرية كجزء من مخططات الحكومة لجذب السائحين وتحويل المنطقة المحيطة بما في ذلك القرية الأصلية، إلى متنزّه وطني، نظراً لوجود آثار نبطية هناك. من الجدير ذكره أن سكان قرية "عبدة" يعيشون في مناطق تبعد عن قريتهم الأصلية بحوالي 4كم بعد أن طردوا منها.

--------------

(1) هناك 45 قرية غير معترف بها في منطقة النقب، يبلغ تعداد سكانها مجتمعة حوالي 70 ألف نسمة.

للمزيد من المعلومات، الرجاء الاتصال على:

المجلس الإقليمي للقرى الفلسطينية البدوية غير المعترف بها في النقب.

ص.ب: 10002، بير السبع

تلفون: 08-628-3043، فاكس: 08-6283315

بريد إلكتروني: [email protected]

صفحة إلكترونية: http://www.arabhra.org/rcuv/index.htm