أخبار بديــل

في حفل اختتام فعاليات مخيم أجيال العودة الصيفي الثاني: مئات الأطفال اللاجئين والمهجرين من مختلف مخيمات الضفة الغربية والداخل يتعاهدون على مواصلة مسيرة العودة

في حفل اختتام فعاليات مخيم أجيال العودة الصيفي الثاني

مئات الأطفال اللاجئين والمهجرين من مختلف مخيمات الضفة الغربية والداخل يتعاهدون على مواصلة مسيرة العودة

 بيت لحم/ بديل/ اختتم في بيت لحم مساء أمس الخميس المخيم الصيفي الثاني الذي ينظمه بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، في منتجع قرية الزيتونة السياحي في مدينة بيت جالا. يذكر أن مخيم أجيال العودة الصيفي والذي ينظمه مركز بديل للسنة الثانية على التوالي بالتعاون مع المؤسسات الوطنية التي تعنى بقضايا اللاجئين والدفاع عن حق العودة شارك فيه نحو 300 من الفتية والفتيات اللاجئين والمهجرين من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني وينحدرون من 300 قرية فلسطينية هُجر أهلها منذ العام 1948. وقد اشرف على هذا المخيم طاقماً من 60 شخص ما بين مشرفين وإداريين ومتطوعين يمثلون 11 مؤسسة تعنى باللجوء عملوا بروح الفريق وكخلية النحل من اجل إنجاح المخيم وتحقيق أهدافه.

 فعاليات اليوم الرابع للمخيم

وكانت فعاليات اليوم الرابع الصباحية لمخيم أجيال العودة قد اشتملت على مجموعة من الأنشطة الرياضية والتربوية والتثقيفية. حيث حصد مركز أطفال الدوحة الثقافي كاسي البطولة في خماسيات كرة قدم للفتيان ومباريات شد الحبل للفتيات. وفي لفتة تعبر عن الروح الرياضية العالية قدم المركز هذا الفوز لأطفال حيفا والناصرة ومخيم عايدة كتذكار، حيث تحدث السيد ايمن الأحمر رئيس المركز مخاطباً المشاركون في المخيم الصيفي لقد كان هذا اليوم يوماً وطنياً ورياضياً تشابكت به المشاعر والقلوب، لذا نهدي فوزنا هذا لإخواننا في الناصرة وارض البرتقال الحزين حيفا، ومن ثم تقدم فتيان وفتيات حيفا والناصرة ومخيم عايدة إلى المسرح وسط هتافات وتصفيق حار وتسلموا الكؤوس من الأحمر.

 أيضاً وضمن فعاليات اليوم الرابع للمخيم، كان الفتيان والفتيات قد شاركوا في مجموعات نقاش حول السلوك السوي كسمة من سمات القيادة، بحيث تمحور النقاش حول سمات ومؤشرات السلوك السوي في محاولة للخروج بخطة عمل لتعزيزه في صفوف الناشئة. كما شاهد المشاركون جملة من الأفلام الهادفة والمعبرة وشاركوا بالعديد من المحاضرات والمسابقات الثقافية بالإضافة للسباحة والأنشطة الترفيهية.

 حفل الختام

افتتح حفل الختام بالترحيب بالحضور والزوار الذين شاركوا الأطفال احتفالهم من قبل عريفة الحفل ريم الأحمر التي بدورها قدمت الشكر للأطفال والمؤسسات المشاركة وكل من ساهم في إقامة هذا المخيم وإنجاحه مؤكدة على أن الاحتلال ومهما مارس من صنوف الفصل والتهجير فلن ينسينا أننا شعباً واحداً وفلسطينيون، ومن ثم وقف الجميع وقفة حداد على أرواح الشهداء واستمعوا للنشيد الوطني الفلسطيني.

 وقد اشتمل الاحتفال على العديد من الفقرات الفنية والغنائية والدبكة الشعبية قدمها الأطفال المشاركون في المخيم الصيفي، حيث ألقت الفتاة ابتسام سراحنة 14 عاماً من مخيم الفوار قصيدة شعر باللهجة البدوية، وقدمت الطفلة يم تكروري 14 عاماً من مخيم طولكرم أغنية وطنية، كما استمع الحضور لفقرة غنائية قدمها أعضاء فرقة حيفا من طولكرم. وقدم مركز اطفال الدوحة فقرة تهريج ومرح وهم يرتدون ألبسة بهلوانية. وشاهد الحضور عرضاً للدبكة الشعبية على أنغام اليرغول قدمها عدد من أطفال الناصرة من المؤسسة العربية لحقوق الإنسان.

 وقد وجه السيد محمد جردات منسق وحدة حملة الدفاع عن حقوق اللاجئين في مركز بديل كلمة للحضور شدد فيها على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، مشيراً إلى أن الاحتلال وسياسة الحصار العسكري والإغلاق حالت دون مشاركة أطفال فلسطينيون في هذا المخيم من قطاع غزة ومن مخيمات الشتات الفلسطيني. وأكد جردات على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم داعياً الفتية والفتيات المشاركون في المخيم الصيفي للحفاظ والتمسك بهذا الحق الذي تتوارثه أجيال اللاجئين والمهجرين جيلاً بعد جيل.

 وفي نهاية الحفل الذي استمر حتى ساعات متأخرة من المساء قدم اطفال من مركز اطفال الدوحة الثقافي لوحة فسيفسائية لمركز بديل تقديراً للجهود التي يبذلها المركز على صعيد الاهتمام بالأجيال الناشئة، وقد جسدت اللوحة خارطة فلسطين التاريخية.

 انطباعات المشاركون في المخيم

وقال صلاح عجارمة احد المتطوعين في الإشراف على المخيم أن إقامة مخيم أجيال العودة للسنة الثانية على التوالي في ظل وجود جدار الفصل العنصري وفي ظل سياسة الاحتلال التي تفصل بين أبناء الشعب الواحد يعتبر انجازاً وطنيا،ً ويضيف عجارمة إن جمع الفتية والفتيات اللاجئين والمهجرين في بقعة جغرافية واحدة على ارض مهد المسيح في بيت لحم تحت هدف وعنوان واحد هو أجيال العودة إلى فلسطين التاريخية يعد نجاحاً كبيراً، وقد تميز هذا المخيم عن سابقه يقول عجارمة باقتحامه للحواجز ومشاركة فتية وفتيات من داخل الخط الأخضر فيه، كذلك فالمخيم مميز ونموذجي من حيث التخطيط والبرامج والأنشطة.

 من جانبهم عبر الفتية والفتيات المشاركون في هذا المخيم عن سعادتهم لهذه المشاركة في هذا المخيم الذي اعتبروه فرصة للتعزيز معرفتهم بالقضية الوطنية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين، كما شكل المخيم فرصة للتواصل والتعارف بينهم خاصة انه يضم مشاركين على مستوى الضفة الغربية ومن الداخل الفلسطيني.

 الفتاة ياسمين من حيفا 16 عام تقول: بذلنا جهد كبير في إقناع الأهل كي يسمحوا لنا بالمشاركة في هذا المخيم، ومع مرور الوقت تأقلمنا مع الوضع وبدأنا التعرف على الفتيات والفتية من مخيمات الضفة الغربية الذين حدثونا تجاربهم وعن مآسيهم وعذاباتهم التي يصنعها الاحتلال وجنوده، فعرفنا حقائق لم نكن نعرفها، كما نقلنا لأصدقائنا في المخيم ما يعانيه الفلسطينيين في الداخل بسبب السياسة العنصرية الإسرائيلية، كذلك تنبهنا إلى المعلومات التاريخية المضللة التي تقدم لنا من خلال المناهج الدراسية التي تشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية. وتضيف كم شعرت بالسعادة أنني استطعت أن احمل العلم الفلسطيني بحرية كاملة دون خوف، وأسعدني كثيرة الاستماع إلى الفتيات والفتية من مخيمات الضفة وهم فخورون بفلسطينيتهم وانتمائهم إلى فلسطين.

 من جانبها أسيل زكوت 15 عاماً من الدوحة تحدثت عن تجربتها بالقول، هذه أول مرة أشارك في مخيم صيفي من هذا النوع، كنت اعتقد انه سيكون مخيم عادي، إلا انه كان مختلف عن غيره من المخيمات الصيفية التي شاركت فيها، خاصة انه ضم اطفال من داخل فلسطين 48 ومنهم من يحمل العلم الفلسطيني للمرة الأولى، تعرفنا عليهم عن قرب وعرفناهم على أنفسنا وتحدثنا في كثير من الامور. وعلى الصعيد الشخصي فقد مارست هواياتي بإلقاء الشعر والمسرح وتعرفت على أصدقاء جدد أحببتهم وأحبوني، تبادلت معهم المشاعر، لقد تبادلنا أرقام الهواتف والبريد الالكتروني مع بعضنا البعض وسنتواصل، كما تبادلنا الرسائل والتواقيع والهدايا للذكرى، وتضيف أسيل أيضاً كان المشرفين على المخيم متعاونين معنا وأحاطونا بالاهتمام والرعاية، أتمنى لو يمددوا المخيم لعدة أيام أخرى.

 مراد بصيلة، 14 عاماً من مخيم شعفاط قال: تعلمت في هذا المخيم الانضباط والصبر والالتزام، وتثقفت حول حق العودة، واكتسبت كثيراً من المعلومات التي وفرت لنا خلال المخيم، وتعرفت على اطفال من الداخل، إجمالاً المخيم عجبني من حيث مكان إقامته ومن حيث نوعية الأكل الذي قدم لنا، والاهم الزيارات الخارجية التي قمنا بها مثل زيارة مخيم الدهيشة وزيارة كنيسة المهد ومخيم عايدة. أكيد سأتواصل مع الأطفال الآخرين الذين تكونت بيني وبينهم صداقة، لقد مكنتني مشاركتي في المخيم من التعبير عن مشاعري الوطنية من خلال المسيرات التي نظمها لنا القائمون على المخيم، وادعوا مركز بديل لتكرار المخيم سنوياً.