أخبار بديــل

على الهيئات الدولية لحقوق الإنسان فحص نظام التمييز العنصري الإسرائيلي المطبق ضد جميع الفلسطينيين

على الهيئات الدولية لحقوق الإنسان فحص نظام التمييز العنصري الإسرائيلي المطبق ضد جميع الفلسطينيين

 قدم أمس، 5 كانون أول 2008، بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، العضو الاستشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، بالاشتراك مع عدد من منظمات حقوق الإنسان، لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، عرضا وإثباتات على انتهاكات إسرائيل لقانون حقوق الإنسان الدولي. هذا، وقد كان المجلس قد عقد جلسة المراجعة الشاملة لممارسات إسرائيل حيال حقوق الإنسان وفي ضوء التزاماتها الدولية، وقد قرر إصدار تقريره النهائي في التاسع من أشهر الجاري. وقد وصل وفد بديل إلى جنيف قبل انعقاد جلسة المراجعة بأيام، حيث عقد ورشتي عمل ومؤتمرا صحفيا تحضيرا للجلسة الرسمية ولغايات تعريف الدول، والمنظمات المشاركة بحقيقة الممارسات والسياسات الإسرائيلية.

 وكان التقرير الإسرائيلي المقدم لمجلس حقوق الإنسان قد أخفى حقيقية الممارسات العنصرية الإسرائيلية، خصوصا فيما يتعلق بالفلسطينيين سكان الأرض المحتلة عام 1967، مبررا الانتهاكات الجسيمة بحقهم بالحاجات والدواعي الأمنية. وقد اعتادت إسرائيل منذ تأسيسها قبل ستين عاما، على التذرع بالدواعي الأمنية، أو بحقها في "الدفاع عن النفس"؛ لتبرير جرائمها، خصوصا فيما يتعلق بتهجير أكثر من 70% من الشعب الفلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين ومهجرين داخليا، وقيامها بمصادرة أو الضم فعليا لما يقارب 60% من أراضي الضفة الغربية والقدس، وبتأسيسها نظام عنصري ممنهج يستهدف الفلسطينيين في داخل الخط الأخضر، والأرض المحتلة عام 1967، وفي الشتات.

 ولقد تقدم بديل بالاشتراك مع منظمات أهلية أخرى، بتقرير مفصل لمجلس حقوق الإنسان، يبين فيه ممارسات إسرائيل. وقد ركز التقرير على بيان تناقض فكرة الدولة اليهودية - كما تعرف إسرائيل نفسها- مع مبادئ الديمقراطية التي تزعم إسرائيل أنها ملتزمة بها. كما تناول التقرير التميز العنصري الممأسس في ممارسات إسرائيل وسياساتها حيال الفلسطينيين - الشعب الأصلي من مواطنيها والذين تبلغ نسبتهم 20 % من سكان إسرائيل، مبينا التمييز ضدهم في الحصول والانتفاع بالمصادر الأساسية، وبالخدمات العامة، وخطط التطوير والتنمية، موليا الاهتمام لأشكال التمييز السياسي. ومن جهة ثانية أكدت منظمات حقوق الإنسان الأهلية أن نظام إسرائيل العنصري قد توسع وأصبح يطبق بطريقة منهجية ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1967.

 وأكدت مديرة مركز بديل، على أن النظام الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين "هو نظام استعماري لا شبيه له في العالم يجمع ما بين الاحتلال، والتمييز العنصري الممنهج، والاستعمار الاحلالي". وقد طالبت المجتمع الدولي باعتبار أن "العنصرية في تكوين إسرائيل ونظامها القانوني والسياسي هي من الأسباب الجذرية للصراع واستمراره"؛ مؤكدة على ما جاء في تصريح رئيس الجمعية العامة قبل أيام حيث قال"أن نظام إسرائيل المفروض على الشعب الفلسطيني يكاد يماثل جريمة الابرتهايد/ الفصل العنصري". كما وطالب مركز بديل في تقريره، المجتمع الدولي عموما، بما في ذلك الدول والهيئات الدولية، والمنظمات الأهلية العالمية باتخاذ إجراءات عملية وفعالة في مواجهة نظام إسرائيل الاستعماري العنصري، وتحديدا من خلال مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها إلى أن تلتزم بالقانون الدولي وتطبق قرارات الشرعية.