أخبار بديــل

في الذكري الستون للنكبة: شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية تتمسك بالحقوق عبر استعادة اللحمة السياسية وإنهاء الانقسام

في الذكري الستون للنكبة

نتمسك بالحقوق عبر استعادة اللحمة السياسية وإنهاء الانقسام

 تحيي جماهير شعبنا بكافة قواها وفاعلياتها بالوطن والمنافي والشتات الذكرى الستون للنكبة والتي شكلت أسوأ عملية تطهير عرقي تم تنفيذها خلال القرن العشرين من حيث اقتلاع شعب من أرضه التاريخية وإقامة كياناً بديلاً على أنقاضه بقوة الحراب كتجسيد للفكر الصهيوني المبنى على التهجير والاقتلاع والتشريد بهدف تبديد مقومات الهوية الفلسطينية والعربية في سياق ترابط المشروع الصهيوني التوسعي مع القوى الرأسمالية والاستعمارية بالعالم .

 ورغم التشتيت والتهجير إلا أن شعبنا بإرادته وبإيمانه بعدالة قضيته استمر باجتراح سبل العيش والصمود والكفاح والمقاومة وبلورة الأداة التعبيرية عن حقوقه مجسدة بمنظمة التحرير الفلسطينية وأبرز هويته وذاته بوصفه شعباً يناضل من أجل الحرية والاستقلال .

 وقد استطاعت المنظمة من إزالة حالة الطمس والتبديد التي تعرض له شعبنا اثر النكبة وانتزاع زمام المبادرة في ظل اعتراف عربي ودولي بها بوصفها ممثلاً شرعياً وحيداً له .

 ومن الواضح ان الاحتلال الإسرائيلي بعد ستين عاماً على النكبة ما زال يعتبر نفسه في حالة حرب وعدوان مستمر على شعبنا وما زال يتنكر لحقوق شعبنا الثابتة والمشروعة التي تؤكدها قرارات الأمن الدولية.

 فما زال الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على الأرض الفلسطينية ويمارس سياسته المبنية على فرض الواقع الجديد على الأرض عبر الاستمرار بالاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس والقيام بتقطيع أوصال الوطن والإمعان بالحصار الجائر والظالم على غزة ، الأمر الذي يعكس الطبيعية الاحتلالية والاستعمارية له ، كما يعكس الاستمرار بسياسته القائمة على التمييز العنصري .

 ورغم مرور ستين عاماً على النكبة إلا ان شعبنا لم يتراجع عن تحقيق أهدافه وما زال مصراً على المضي قدماً من أجل نيلها وهي مجسدة بانجاز حق تقرير المصير لشعبنا عبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 67 والقدس عاصمة لها وضمان حق عودة اللاجئين تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة 194 بوصفه قراراً يؤكد هذا الحق كحق جماعي وفردي ولا يسقط بالتقادم.

 إن قيام الرئيس الأمريكي بوش بزيارة إسرائيل من أجل الاحتفال بالذكرى الستون لتأسيسها ، في الوقت الذي يعكس دعم الإدارة الأمريكية للممارسات الاحتلالية والتوسعية الإسرائيلية فهو يعكس مدى الترابط العضوي بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة في إطار ترابط المصالح الرأسمالية والاستعمارية بهدف فرض الهيمنة على الوطن العربي وتجزئته عبر سياسة الشرق الأوسط الجديد ، الأمر الذي يلزمنا بضرورة الالتفات إلى أنفسنا أولاً عبر العمل على إنهاء حالة الانقسام واستعادة اللحمة السياسية على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني 2006 وإعلان القاهرة 2005 الهادف إلى إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أرضية من المشاركة والديمقراطية، كما يستلزم ذلك إعادة النظر السياسة التفاوضية الراهنة والتي تشكل غطاءً لاستمرارية أعمال العدوان والاستيطان الاحتلالية وكذلك توحيد الرؤيا والإستراتيجية والأدوات الكفاحية الفلسطينية بما يساعد على تحقيق الأهداف الوطنية التي ناضل شعبنا من أجلها.

 كما يتطلب منا العمل على تعزيز أواصر العلاقة والتحالف مع قوى التحرر العربي والعالمي وبناء أوسع جبهة تضامنية دولية مع شعبنا في مواجهة سياسة الاحتلال والأبارتهايد العنصرية.

 إننا في إطار منظمات المجتمع المدني الفلسطيني نؤكد على ضرورة انتصار قوى العدالة والسلام بالعالم لمبادئ الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير بما في ذلك حق شعبنا بالحرية والاستقلال وذلك عبر تنظيم الفعاليات المنددة بالاحتلال والاستيطان وسياسة التمييز العنصري والمطالبة بحق شعبنا في تقرير المصير والسيادة الوطنية وتطبيق حق العودة وإزالة سياسة ازدواجية المعايير في عالم يتغنى بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 إن استنهاض قوى التضامن الشعبي الدولي المؤمن بقيم الحرية والعدالة يشكل أملاً لشعبنا في حلكة الظلام لمواجهة سياسة الاحتلال وإزالة الغبن التاريخي والذي ما زال مستمراً بحق شعبنا الذي يستحق أن ينعم أبنائه أسوة بباقي شعوب الأرض بفضاء من الحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني .

 شبكة المنظمات الأهلية

15/5/2008