أخبار بديــل

مركز بديل يستضيف زعيم نقابي من جنوب افريقيا وينظم له زيارة ميدانية في مدينة بيت لحم ومخيماتها: بعد اضطلاعه على الوقائع على الأرض قال ان "الصهيونية تمثل جريمة ضد الإنسانية"

مركز بديل يستضيف زعيم نقابي من جنوب إفريقيا وينظم زيارة ميدانية شملت مدينة بيت لحم ومخيماتها: بعد اضطلاعه على الوقائع على الأرض قال أن "الصهيونية تمثل جريمة ضد الإنسانية"

بيت لحمو بديل - المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين. استضاف مركز بديل في مدينة بيت لحم مسئول العلاقات الخارجية لاتحاد عمال المواصلات والنقل في جنوب افريقيا "زيكو تاميلا"، الذي يزور الأراضي الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر دولي تنظمه اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار في قرية بلعين.

وتجول تاميلا في عدد من المواقع وعلى رأسها كنيسة المهد ومخيم الدهيشة للاجئين حيث التقى بالمسؤولين في اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم، اذ استمع الى شرح مفصل حول ظروف اللاجئين في المخيمات التي اقيمت اثر النكبة الفلسطينية، واستمع الى شرح مسهب عن جريمة الفصل العنصري التي ترتكبها حكومة اسرائيل بحق محافظة بيت لحم من خلال المستوطنات التي تبنيها بشكل غير شرعي ومصادرة مساحات واسعة من الاراضي واقامة الحواجز العسكرية وبناء جدار الفصل العنصري. كما تجول والوفد المرافق له حول جدار الفصل التي تقيمه اسرائيل حول بيت لحم، وشاهد عن كثب كيف عزل الجدار المواطنين عن اراضيهم والطلبة عن مدارسهم والمواطنين عن منازلهم وعن بعضهم البعض.

وعقد اجتماع ضم تاميلا وعدد من المسؤولين السياسيين والنقابيين وممثلين عن قوى وفاعليات مختلفة وذلك في مقر مركز "بديل" عصر يوم الثلاثاء الموافق 21/4/2009 ، استهل بقيام محمد جرادات المسؤول في مركز بديل بالترحيب بالضيف وبالحضور مشيرا الى المكانة التي يحتلها اتحاد عمال المواصلات والنقل في جنوب افريقيا، اذ يضم في صفوفه نحو 100 الف عامل وموظف في كافة قطاعات النقل البري والبحري والجوي، وكذلك قطاع القطارات السريعة والمتوسطة، واشار جرادات ان الاتحاد يقف الى جانب الشعب الفلسطيني ومع حقوقه، مثمنا رفض الاتحاد تفريغ حمولة سفن اسرائيلية في ميناء ديربن في جنوب افريقيا في شباط (فبراير) الماضي، بناء على موقف الاتحاد بمقاطعة اسرائيل وفرض العقوبات عليها نتيجة للجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

والقى تاميلا محاضرة استهلها بحديثه على عمق العلاقة التي تربط الشعبين في فلسطين وجنوب افريقيا، وكذلك الحركتين التحرريتين في البلدين، مشيرا الى انه وفي ذورة النضال في بداية عقد الثمانينات اطلق الكثير من ابناء جنوب افريقيا على ابنائهم الجدد اسماء قياديين ومناضلين فلسطينيين، فانتشر اسم "الرفيق عرفات" نسبة الى الرئيس الشهيد ياسر عرفات كثيرا في جنوب افريقيا، ولدى اندلاع الانتفاضة الاولى تعمقت العلاقة واصبحت متينة للغاية وفيها الكثير من اوجه التعاون، وعزا ذلك لاسباب كثيرة وعلى رأسها الاضطهاد والظلم والاستبداد الذي عاشه الشعبين ما قربهما من بعضهما البعض، معتبرا وجود خلط في المفاهيم بعد قيام السلطة الفلسطينية وتغيير الشعارات من دولة ديمقراطية واحدة الى دولتين، ومن ثم حكم ذاتي جعل العديد من المواطنين في جنوب افريقيا يعتقدون ان الفلسطينيين قد استقلوا، مؤكدا ان دورهم كنقابيين ومثقفين لم يتوقف عند هذا الحد وخاصة بعدما شاهد على ارض الواقع الكثير من الممارسات الخطيرة، فالاحتلال موجود والتمييز في اوجه والظلم مستمر بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مؤكدا ان الاتحاد لا يقاطع اسرائيل فحسب بل يسعى الى توسيع المقاطعة والتأثير على الكثير من الجهات حتى تقوم اسرائيل بضرورة الاستجابة لمطالب الفلسطينيين وحقوقهم.

وقال "انه عندما شاهد ما يحدث على ارض الواقع ضد الفلسطينيين فانه وبالفعل فاق كل التوقات والتصورات وكل المعلومات، وهي بخلاف ما تنقله وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية"، مطالباً الفلسطينيين بعدم التراجع عن شعاراتهم وعن مصطلحاتهم لادانة اسرائيل، مشيراً الى ما حصل في مؤتمر ديربان الثاني في جنيف حينما قرر الرئيس الايراني عدم ذكر اسرائيل بانها تمارس العنصرية واكتفى بالاشارة اليها فقط ومع ذلك خرج الأوروبيين من القاعة وان لم يكن ليتطرق على الإطلاق فكان الخروج سيحصل على اعتبار ان الحكومات الاوروبية تدعم اسرائيل وتصرفاتها وهذا ما يجب ان نواجهه من خلال التأثير على الشعوب التي تنتقد اسرائيل وتصرفاتها، كما دعا الفلسطينيين الى وضوح سياسي اكثر وعدم الاكتفاء بما سماه بمواقف الغموض التي تؤثر عليهم عالمياً. وقال تاميلا معلقاً ما شاهده على ارض الواقع من جرائم فصل وعنصري واضطهاد للشعب الفلسطيني "انه وبسبب الكفاح الذي خضناه ضد النظام العنصري في جنوب افريقيا، اقرت الامم المتحدة ان الفصل العنصري جريمة ضد الانسانية، لذلك يجب على الفلسطينيين القيام بنفس الخطوات التي خضناها، وان يصروا في رسائلهم للعالم والمجتمع الدولي ان الصهيونية تمثل جريمة ضد الانسانية ايضاً".

وسرد تاميلا الكثير من الشرح حول تجربة جنوب افريقيا وقال ان العالم كله كان يريد من الحركة التحررية الجنوب افريقية ان تتراجع عن مواقفها، وعلى الاقل عن مصطلحاتها اي التخفيف من حدة الوصف ضد النظام العنصري الأبيض، وقد كنا نرفض ذلك على اعتبار ان التراجع قليلاً يجر الى تراجعات في العمق والجوهر، وهذا ما كان مرفوضاً جملة وتفصيلاً. وقد كنا قد أعلنا النضال على اربع جبهات هي جبهة الشعب، وجبهة العمل السري، وجبهة العمل مع القوى الديمقراطية الاخرى التي لم تكن تؤمن بالكفاح المسلح، فأقمنا علاقات معها لمواجهة النظام العنصري جماهيرياً، مشيراً الى انه وحينما بدأت المفاوضات مع النظام الأبيض رفضنا وقف الكفاح المسلح كما رفضنا كشف الاوضاع التنظيمية السرية، وهذا استمر حتى لدى المراحل النهائية من المفاوضات حيث بقيت الحركة التحررية عند موقفها رغم كل الضغوط الدولية وحتى الضغوط العنيفة التي كانت اجهزة امن النظام الابيض تستخدمها وتمثلت بمهاجمة الجماهير وارتكاب المجازر بحقها وذلك في محاولة لزعزعة الثقة بالحركة التحررية التي كانت ترد بعمليات هجومية ضد جيش النظام الابيض الذي كان يستخدم التصعيد العسكري كلما تقدمت المفاوضات واقتربت من انجاز معاهدة سلام، ولذلك كنا ندرك مدى الخطأ في ان نترك المفاوضات وحدها، اذ كان لا بد ان نعزز العلاقة مع الجمهور والتمسك بالكفاح والعمل السري.

واختتم تاميلا حديثه بالقول ان على الفلسطينيين ان لا ييأسوا وان يتواصلوا مع اصدقائهم وحلفائهم في العالم وعليهم ارسال العديد من الرسائل ذات المضامين المختلفة التي توضح الموقف الحقيقي من الاحتلال ونظامه ضد الفلسطينيين تاريخاً وارضاً وشعباً.

وخلال اللقاء تحدث النائب الفتحاوي عيسى قراقع والذي تطرق الى جملة من الممارسات الاسرائيلية والتي جميعها تثبت على العنصرية والتمييز وعلى رأسها الاستيطان والجدار والشوارع الاتفافية التي تمنع اسرائيل الفلسطينيين من استخدامها وقد خصصت فقط للمستوطنين ومركبات الجيش الاسرائيلي، كما وصلت هذه السياسة الى النظام القضائي الاسرائيلي ووضرب مثلاً على ذلك قيام مستوطن من مستوطنة بيتار عليت بقتل الطفل الفلسطيني حلمي شوشه من حوسان بدم بارد وبشكل متعمد وقد حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 6 اشهر وهناك العديد من الامثلة المشابهة فقتل الفلسطينيين مباح وفي احسن الاحوال احكام وهمية وخفيفة، وقال ان هذا النوع من الاحتلال يحتاج الى مواصلة النضال والكفاح ولكن في الوقت نفسه يحتاج الى مساندة دولية واسعة النطاق مع شعبنا الفلسطيني.

وتحدث خلال اللقاء رئيس اتحاد النقابات العمالية في محافظة بيت لحم محمود ابو عودة ورئيس نقابة السائقين العموميين في المحافظة احمد جابر، حيث وضعا المسؤول النقابي الجنوب افريقي في صورة اوضاع العمال الفلسطينيين بشكل شكل عام والسائقين العموميين الفلسطينيين واوضاعهم الصعبة من جراء استمرار الاحتلال الاسرائيلي. وقد تطرق النقابيين الى الظروف الصعبة التي يواجهها السائقين والعمال على الحواجز الاسرائيلية، والتمييز الذي يتعرض له العمال الفلسطينيين من قبل اصحاب العمل الإسرائيليين.

وبعد اللقاء، تجول الضيف الزائر في مخيم عايدة للاجئين في بيت لحم واضطلع على الظروف الصعبة التي يعانيها سكان المخيم نتيجة اقامة جدار الفصل العنصري بمحاذاة المخيم، كما وقام الزعيم النقابي بزيارة لمركز لاجئ في المخيم واستمع من طلاب برنامج تنمية وتدريب الناشئة في المركز عن البرنامج والفائدة التي اكتسبوها من خلال المواد التي تقدم لهم والتي تركز على قضية التهجير والتدمير الممنهج لقراهم الأصلية من قبل اسرائيل، وحقوقهم كلاجئين وكيفية الحفاظ عليها.