أخبار بديــل

بمناسبة يوم اللاجئ العالمي: إصدار جديد لمركز بديل: "الحقوق بين النظرية والتطبيق"

على "صانعي السلام" أن يدركوا أن إهمال حقوق اللاجئين الفلسطينيين لن يقود إلى السلام!

"الحقوق بين النظرية والتطبيق: مراجعة لدور القانون الدولي في صياغة الحلول الدائمة بشأن اللاجئين الفلسطينيين"

إصدار جديد لمركز بديل في يوم اللاجئ العالمي، 20 حزيران من عام 2010، يقع في 496 صفحة ومن تحرير تيري ريمبل،

لتحميل الكتاب إضغط هنا....

في عام 1947 انخرط الدبلوماسيون العرب في الجدل الدائر في أروقة الأمم المتحدة بشأن مستقبل فلسطين، وقد لعبوا آنذاك دورا مؤثرا في وضع وتطوير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقية الدولية الخاصة بوضع اللاجئين. وعبر تلك النقاشات والمشاركة الفاعلة ذكّر الدبلوماسيون العرب نظرائهم من الدول الأخرى الأعضاء، بان قضية فلسطين ليس مسألة ماذا يجب أن نعمل بفلسطين؛ بل هي مسألة غياب الاحترام لمبادئ العلاقات الدولية والإنسانية، بما في ذلك مبدأ حق تقرير المصير، ومبدأ حق الإنسان في العيش في دياره بسلام، ومبدأ الحق في الاستقلال والعيش بديمقراطية. وبسبب اختلاف وجهات النظر حول من هي الجهة الدولية التي يجب تكليفها بتحقيق السلام والأمن في المنطقة، اقترح الأعضاء العرب أن يتم تشكيل مجلس قانوني من محكمة العدل الدولية، ولكن هذا الاقتراح قد رفض من قبل غالبية الأعضاء الآخرين.1

اليوم، وبعد 63 عاما على ذلك الجدل، وفي يوم اللاجئ العالمي، يلزم التذكير بان اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين ما زالوا يشكلون اكبر وأطول قضية لجوء على المستوى العالمي، وان حقوقهم ما زالت مهملة، وان الالتزامات الدولية المقررة في القانون الدولي غائبة ومغيبة. في الحقيقة، وبكلمات خبير القانون الدولي الجنوب أفريقي، المقرر السابق لحقوق الإنسان في الأرض المحتلة عام 1967، البروفسور جون دوغارد: ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لم يحل حتى الآن، يشكل اختبارا للمجتمع الدولي لمدى احترام مبدأ سيادة القانون عموما، والنظام الدولي الذي تطور عبر العقود للتأكيد على احترام وحماية وتطوير حقوق الإنسان والحريات العامة.

لسنين طويلة بقي احتلال فلسطين، ونظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا موضوعين يتزاحمان على أجندة المجتمع الدولي. في عام 1994 انتهى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ولكن فلسطين بقيت البلد الوحيد الخاضع لنظام مسند بالسيطرة الغربية. صحيح أن هناك بلدان عديدة أخرى، وتحديدا في الدول الناهضة، التي تنتهك حقوق الإنسان، ولكن في كل تلك الحالات لا توجد حالة انخراط غربي في قمع حق شعب في تقرير المصير وانتهاك حقوق الإنسان لأمد طال كثيرا... إذا لم يقم الغرب، الذي عمل على تطوير وترويج حقوق الإنسان في العالم، بإظهار التزامه الحقيقي بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، فان حركة حقوق الإنسان العالمية والتي تعتبر الانجاز الأعظم خلال العقود الستة المنصرمة، ستكون مهددة بخطر جسيم ينال من مصداقيتها". 2

إن كتاب بديل "الحقوق بين النظرية والتطبيق" هو قراءة في أعمال ملتقى خبراء بديل المنجزة عام 2003-2004. وقد جمع ملتقى الخبراء عدد من الأكاديميين، وأصحاب الخبرة، وصانعي السياسات ونشطاء المجتمع المدني، في اربعة لقاءات متتابعة في كل من مدينة غينت، جنيف، القاهرة، وحيفا حيث تم مناقشة منهج الحق المؤسس على الحقوق ضمن السياق الفلسطيني وبالتركيز على الحلول الدائمة المقررة للاجئين في القانون الدولي. وقد لقي اللقاء دعما من مركز الاهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية (القاهرة) وشبكة المنظمات الأهلية (ابرودوف اوروبا)، جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين داخليا، مؤسسة ايميل توما للدراسات الفلسطينية والاسارئيلية (حيفا) اللجنة الفلمندية للتضامن مع فلسطين، جامعة غينت – قسم دراسات العالم الثالث، منظمة الكنائس الهولندية للتعاون والتنمية، (هولندا) معهد الدراسات الجامعية للتنمية، جنيف، اوكسفام (بلجيكا)، وزارة الخارجية الفدرالية السويسرية (PD IV)، والمنتدى السويسري فلسطين- إسرائيل لحقوق الإنسان. إن إصدار الكتاب الذي يلخص سنين من العمل والبحث والنقاش ما كان ممكنا لولا دعم المؤسسة الاسبانية للتعاون والتنمية (AECID)


يحتوي الكتاب على مجموعة من الأوراق التي قدمت في ملتقيات الخبراء والتي تبحث في:

1- دور القانون الدولي في صناعة السلام وتطبيق الحلول الدائمة للاجئين الفلسطينيين بما في ذلك الحق في مقاضاة منتهكي حقوقهم، السيادة الشعبية والمشاركة، مقدمة من كل من: Welchman, Alejandra Vicent Karma Nabulsi; ؛
2- الحق في السكن وفي استعادة الممتلكات في إسرائيل، البوسنة والهرتسك، وجنوب افريقيا: ((Usama Halabi and Hussein Abu Hussein, Paul Prettitore, Monty Roodt))
3- استراتيجيات الربط ما بين الحماية الدولية والحلول الدائمة للاجئين الفلسطينيين عبر تطوير آليات الحماية العربية والدولية (UNRWA, UNHCR) الموجودة حاليا، Khalid al-Az'ar, Harish Parvathaneni, Susan Akram and Terry Rempel))
4- آفاق نحو منهج الحل المؤسس على الحقوق والحلول الدائمة، بما في ذلك قراءة الفكر الصهيوني حيال النكبة، دور وانماط العدالة الانتقالية في الممارسة الشعبية، ومدى تعارض حقوق الإسرائيليين مع حق الفلسطينيين في العودة، (Eitan Bronstein, Jessica Nevo, Celia McKeon, Michael Kagan).
الإصدار يحتوي أيضا على مجموعة من القصص المصورة من مشروع زيارات اللاجئين الفلسطينيين لقراهم الأصلية مشروع (اذهب وانظر)، وصور اخرى من الجولات الدراسية في كل من البوسنة والهرتسيك، جنوب أفريقيا وقبرص. وقد نظمت هذه الزيارات والجولات من قبل مركز بديل بالتوازي مع عمل ملتقى الخبراء لدراسة وفحص الخيارات في ظل المعطيات القائمة بالاستناد الى منهج الحل المؤسس على الحقوق.

الإصدار يخلص بموجز من النتائج المستمدة من أوراق العمل والنقاشات حولها؛ حيث يعرض الحقوق في النظرية ويفحصها في الممارسة، ويبين الفجوة في التطبيق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما ويقدم جملة من التوصيات للعمل المستقبلي. ويشار هنا أن النص الكامل للأوراق مرفق بالإصدار.

وينتهز مركز بديل مناسبة اليوم العالمي للاجئ ليطالب بتغيير سياسة صانعي السلام فيما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليعيد في الختام كلمات مقدم هذا الكتاب البروفسور جون كويجلي حيث قال في التقديم:

هذا الإصدار يظهر أهمية منهج الحل المؤسس على الحقوق في سبيل إنهاء مأساة المهجرين العرب الذي هجروا من فلسطين عام 1948. وفي ظل غياب الدراسات التحليلية الجدية لهذه القضية، تزداد أهمية هذه المجموعة لأنها مؤسسة على قواعد ومبادئ راسخة في القانون الدولي. إن أية عملية سلام يجب أن تضع الآمال الشرعية للأطراف والتي على المعنيين وضعها في المقام الأول. فإذا ما أهملت تلك التوقعات والآمال فان السلام الناشئ سيكون عرضة في أية لحظة للزوال، لأنه قد لا يكون مقبولا من أولئك الذين لم تحترم حقوقهم.

-----------------------
للحصول على نسخة الرجاء التواصل مع: [email protected]
النسخة الالكترونية ستكون معروضة على صفحة بديل في وقت قريب.

-----------------

1. انظر مثلا: الوثائق الرسمية للأمم المتحدة، خطابات العراق، سوريا، مصر، (A/AC.14/21, A/AC.14/25, A/AC. 14/14) على التوالي.
2. انظر: وثائق الأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان، 17/4 (2007)، الفقرة 63.