أخبار بديــل

بيان اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة: النكبة ليست ذكرى؛ النكبة مستمرة، وقد آن إنهاؤها!

ا جماهير شعبنا الباسل في فلسطين التاريخية وفي المنافي،

كلما امتدت النكبة لعام آخر، تزداد الحاجة إلى فعل جماعي منظم جريء يتجاوز عجز ما يسمى بالمجتمع الدولي وهيئاته عن اتخاذ إجراءات عملية في وجه إسرائيل؛ الدولة الاستعمارية العنصرية الخارجة على القانون والأعراف. ولعل بوادر هذا الفعل آخذة في التبلور شيئا فشيئا. فرغم النكبة المستمرة، ها هي جماهير شعبنا تتداعى للفعل في مختلف المواقع في فلسطين التاريخية، والمنافي، لتنتظم في مسيرات شعبية، وفعاليات سياسية ودعوية وثقافية وفنية، ترفع من خلالها الصوت عاليا لتؤكد بعد 63 عاما من النكبة أن العودة إلى الديار الأصلية، واستعادة الممتلكات، والتعويض حقوق وطنية وقانونية وإنسانية، فردية وجماعية، وغير قابلة للتصرف، أو التقادم، أو التنازل، أو الاستفتاء، وهي أساس الحل العادل للقضية الفلسطينية من خلال تطبيق القرارين الدوليين: 194 لعام 1948، و237 لعام 1967.

يا جماهير شعبنا المناضلة،

إننا إذ نقاوم النكبة في عامها الثالث والستين للنكبة، فإننا نؤكد على ما يلي:
أولا: النكبة مستمرة: إن استمرار إسرائيل في سياساتها وممارساتها الاستعمارية العنصرية والتي أبرزها رفض العودة، وتهجير المزيد من الفلسطينيين، ومصادرة الأراضي، والاستيطان وزرع واستجلاب المزيد من المستوطنين، وهدم البيوت، وتهويد القدس، والقتل والاعتقالات والاعتداءات اليومية، والتنكر للشرعية الدولية، وغيرها، ما هي إلا تعبيرات عن النكبة المستمرة التي آن لها أن تتوقف.
ثانيا: تعزيز الوحدة الوطنية: إننا إذ نبارك لشعبنا توقيع اتفاق المصالحة، ومباشرة لجان العمل على إتمامها، فإننا نؤكد على إن هذه الخطوة تمثل احد أركان الرد الوطني اللازم في هذه المرحلة الدقيقة، وذلك لتحقيق الوحدة الوطنية، وتفعيل برنامج مقاومة الاحتلال، وإعادة بناء م ت ف على أسس وطنية وديمقراطية جامعة في مرحلة تتطلب توظيف الجهد كل الجهد لحماية وتحقيق الحقوق الوطنية.
ثالثا: العمق العربي: إن ما تشهده الساحة العربية من تحولات، ورغم أنها لا زالت في بدايتها، يشكل نقطة انطلاق جديدة لإعادة الهيبة والاعتبار لمفهوم العمق والبعد العربي للقضية الفلسطينية. وان على القيادة الفلسطينية أن توظف كل جهودها لتحسين الظروف الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في كل البلدان العربية بما لا يتعارض مع صون حقهم في العودة إلى ديارهم الأصلية التي هجروا منها.
رابعا: بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية: إن مشروع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، وخطة نيل الاعتراف الدولي بها على حدود عام 1967، لا يفهم منه، ولا يجب أن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى المساس بحق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم الأصلية التي هجروا منها، كما ولا يجب أن يؤول إلى القبول بالتنكر لشعبنا في فلسطين 48، كجزء أصيل ولا يتجزأ من شعبنا.

خامسا: مقاومة النكبة المستمرة طريق العودة: في ظل تواصل فشل المجتمع الدولي في معالجة جذور الصراع، وفي ظل إفشال إسرائيل لجهود مسيرة السلام ومواصلتها انتهاك حقوق شعبنا الأساسية، فان المسؤولية الوطنية لمنظمة التحرير، والقوى السياسي الفلسطينية، وقوى المجتمع المدني الفلسطيني، وكل القوى السياسية والمدنية المؤيدة لحقوق شعبنا، وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار الأصلية تتعاظم اكسر وأكثر. وحيث أن النكبة مستمرة، فإننا نهيب بالجميع، أفرادا وقوى ومؤسسات، بجعل مقاومة النكبة المستمرة بكل أشكال النضال المشروعة مشروعا وطنيا متواصلا للتحرر والعودة.

المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى،
عاشت م ت ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني،
ومعا وسويا حتى العودة إلى الديار الأصلية، وفلسطين حرة ديمقراطية

اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة
15 أيار 2011