أخبار بديــل

بديل يختتم فعاليات المدرسة الصيفية بتخريج 40 مشاركا/ة بعد خضوعهم لتدريب مكثف لمدة 10 ايام
 بديل يختتم فعاليات المدرسة الصيفية بتخريج 40 مشاركا/ة بعد خضوعهم لتدريب مكثف لمدة 10 ايام

أختتم بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين مدرسة العودة الصيفية وذلك بحفل تخريج أقامه المركز ل 40 شاباجاؤوا من مختلف مناطق تواجد اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وذلك في مركز الفينيق في مخيم الدهيشة/بيت لحم، حيث تم تسليم شهادات التقدير للمشاركين والمشاركات في البرنامج الذي استمر لمدة 10 أيام بواقع 76 ساعة تدريبية.

اضغط على الصورة لمشاهدة البوم الصور

وتعتبر مدرسة العودة تطويرا نوعيا لبرنامج تنمية وتدريب الناشئة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذي أطلقه بديل ضمن حملة الدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين قبل خمسة سنوات. وقد هدف بديل من خلال تدريب هذا العدد من المنتسبين إلى صقل وعي وتطوير مهارات الجيل الشاب من أبناء اللاجئين والمهجرين حول قضاياهم المصيرية، وعلى رأسها حق العودة إلى الديار الأصلية. كما وجاء البرنامج كثمرة لتجربة استمرت خمسة سنوات في برنامج تنمية وتدريب الناشئة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إذ أن معظم المشاركين في المدرسة الصيفية هم ممن شاركوا في برنامج تنمية الناشئة في السنوات السابقة، والذين لديهم تجربة في التعامل والمشاركة في الأنشطة التي ينفذها مركز بديل في مخيمات وتجمعات اللاجئين.

وقد تنوعت مواضيع التدريب في المدرسة الصيفية تنوعا كبيرا، اذ اشتملت على تدريبات حول بناء المهارات والقدرات الشخصية والقيادية، ومهارات الاتصال والتواصل، والتصوير والتوثيق، إضافة إلى التركيز محوريا حول آليات حماية اللاجئين الفلسطينيين والأساليب العملية للعودة. كما تعرف المشاركون على نظام إسرائيل العنصري الذي تبنيه على جانبي الخط الأخضر، أسبابه وآثاره على الشعب الفلسطيني، والآليات التي تستخدمها إسرائيل في تهجير وطرد الفلسطينيين من منازلهم وأرضهم خلال ال 63 عاماً المنصرمة، وسبل مواجهتها من خلال التمسك بالحل المبني على الحقوق للقضية الفلسطينية وتحديداً قضية اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين.

وقد اشتمل التدريب في المدرسة الصيفية أيضا على مهارات الدعم والمناصرة ورفع الوعي لدى فئة الشباب حول قضايا جوهرية تواجه الشعب الفلسطيني، وتحديداً التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة على حدود 1967، واثر ذلك على حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وتحديداً حقوق اللاجئين الفلسطينيين ضمن هذا المشروع.

وخلال التدريبات المختلفة، قام المنتسبون بعقد جلسات نقاش وحوار نقاشات حول المواضيع المطروحة من خلال مجموعات صغيرة، حيث أتيحت لهم الفرصة للاشتراك في حوارات ونقاشات بناءة ساهمت في رفع وعيهم حول قضايا مهمة تتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. كما أتيحت الفرصة لكل مشترك على حدة أن يعبر عن أفكاره وآرائه بشكل فردي أو بشكل جماعي ضمن مجموعة.

هذا وقد اشتمل برنامج المدرسة الصيفية على 3 رحلات ميدانية إلى كل من طولكرم، والخليل وقرية بتير غربي بيت لحم. وقد اكتسب المشاركون خلال هذه الرحلات معلومات هامة تتعلق بالأساليب التي تنتهجها إسرائيل في عمليات طرد الفلسطينيين من أرضهم وممتلكاتهم، وبالانتهاكات اليومية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في هذه المناطق وبالأخص نتيجة لبناء جدار الفصل العنصري ومصادرة الأراضي بغرض إنشاء و/أو توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ففي مدينة الخليل، زار المشاركون البلدة القديمة في المدينة واطلعوا على معاناة أهل المدينة نتيجة للمضايقات اليومية التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين المقيمين داخل المدينة. وقد قامت لجنة اعمار الخليل بعمل جولة للمنتسبين في أزقة البلدة القديمة والمشاريع التي تقوم بها اللجنة لحماية المنازل القديمة وترميمها حتى لا يقوم المستوطنون بالسيطرة عليها، وقدمت اللجنة شرحاً وافياً عن تاريخ الاستيطان في المدينة والتقسيمات التي قام بها الاحتلال للمدينة خلال السنوات الماضية. يذكر ان سلطات الاحتلال المتواجدة على مداخل الحرم الابراهيمي الشريف كانت قد منعت المشاركين من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي بحجة أن قمصان المنتسبين تحمل شعارات سياسية ومنها شعار 1948.

أما خلال الزيارة إلى طولكرم والتي تمت بالتنسيق مع اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في المحافظة، فقد زار المشاركون قريتي دير الغصون وباقة الشرقية وتعرفوا على الآثار التي تركها جدار الفصل العنصري على السكان في هاتين القريتين.

وفي قرية بتير غربي بيت لحم، تجول المشاركون في القرية واطلعوا على المضايقات التي يتعرض لها السكان من قبل جيش الاحتلال وخصوصاً منعهم من الوصول إلى أراضيهم، والتي يقع جزء منها في الأرض المحتلة عام 1948. كما تعرفوا على المعالم الاثرية في القرية وزاروا عيون الماء التي تنتشر في هذه القرية.

هذا وقد كرس اليوم قبل الأخير من المدرسة لتقييم برنامج المدرسة والفائدة المتحصلة منه؛ حيث أبدى معظم المشاركين إعجابهم بهذا البرنامج على الرغم من كثافة وزخم المعلومات التي قدمت خلال ال 10 ايام من التدريب المتواصل. وأكدوا بان التدريب عاد عليهم بفائدة كبيرة، فقد " كان من أفضل البرامج التي تخدم القضية الفلسطينية، وتدعم توجه الشباب نحو البحث والتدقيق في قضايا الشعب الفلسطيني، ويعمل على تنمية وتأهيل الشباب سياسيا" بحسب احد المشاركين.

وفي اليوم الأخير، تم تخريج المنتسبين للمدرسة، حيث أشاد منسق وحدة الحملة في مركز بديل باسم صبيح، بالالتزام والروح التي تمتعت بها المجموعة بشكل عام، على الرغم من صعوبات التأقلم مع البرنامج في بادئ الأمر، وتمنى صبيح على المشاركين أن يتخذوا من الالتزام والنشاط الدائم أسلوب حياة، الأمر الذي سينعكس على نجاحات شخصية وجماعية في المستقبل.
وفي الختام، شكر منسق الدعم اللوجستي في بديل، خليل أبو خديجة، جميع المؤسسات التي شاركت في المدرسة، فيما حث المشاركين على الاستمرار في بذل الجهود التي تزيد من وحدة العمل الشبابي الهادف. وأشاد أيضا بالعمل الذي تقوم به المجموعة من خلال بناء شبكة من التواصل عبر الانترنت، للتعريف بمدرسة العودة، وأهدافها، وأهمية العمل الجماعي في الحقول التي تمت مناقشتها خلال المدرسة الصيفية.

يذكر انه شارك في تدريب المنتسبين، بالإضافة إلى مركز بديل، عدد من المدربين ومؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومن بينها: مؤسسة "ذاكرات" حول الآليات العميلة للعودة، مؤسسة الحق حول فن التوثيق، كاريتاس حول الاتصال والتواصل وفن القيادة، خبرات مقدسية حول فن التصوير، مؤسسة خطوة حول التمييز العنصري في المدن المختلطة، الهيئة المستقلة حول فن كتابة التقارير والتوثيق، حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، جمعية شباب من اجل القدس حول حل الدولة والدولتين.