أخبار بديــل
يعلن بديل - المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين عن إصدار ورقة العمل الأولى من سلسلة من خمس أوراق عمل بعنوان: "إنهاء الاستعمار - الحالة الفلسطينية: المقدمة".
وتأتي هذه السلسلة مدفوعة بالتحول الأخير في الخطاب حول فلسطين الداعي الى الابتعاد عن النهج الخاطئ المتمثل في قصر توصيف الحالة الفلسطينية كونها صراع قومي يتطلب تبني منهج حل النزاعات القومية. تتبنى الأوراق بدلاً من ذلك توصيفاً وتحليلاً أكثر دقّة وانتقاداً للحالة من خلال وضعها في إطار الاستعمار والفصل العنصري. وفي الوقت الذي يشكّل فيه هذا التحول النموذجي تطوراً يستحق الاعتراف به، إلّا أنه ما زال غير كاف في حد ذاته لإعمال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. إن النتيجة الطبيعية التالية لهكذا تحوّل في الخطاب الذي يعترف بإسرائيل كنظام استعمار وأبرتهايد هي تحديد مسار مناسب للعمل على تفكيك هذا النظام والمضي قدماً في مثل هذا النهج بطرق عملية ملموسة.
وعلى هذا النحو، تعتزم سلسلة أوراق العمل المقبلة من هذه السلسلة معالجة هذه المسألة بتحديد نهج شامل قائم على الحقوق لإنهاء الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي في فلسطين بحدودها الانتدابية، وهو الحل الوحيد المناسب والعادل لتحرير فلسطين وشعبها. وتحدد ورقة العمل الأولى من السلسلة، والتي تحمل الرقم رقم 30، والعنوان: "إنهاء الاستعمار – الحالة الفلسطينية: المقدمة"، الإطار القائم على الحقوق في إنهاء الاستعمار في فلسطين، وستتضمن الأوراق اللاحقة من السلسلة استكشافاً معمقاً للإجراءات والعمليات والوسائل المطلوبة لتحقيق إنهاء الاستعمار الكامل في فلسطين بحدودها الانتدابية.
ورقة العمل رقم 30: إنهاء الاستعمار - حالة فلسطين: مقدمة
بالضرورة أن تتناول "المقدمة" طبيعة النظام الإسرائيلي وتحدد العلاقة بين ركائزه الرئيسية الثلاث (الاستعمار، والابرتهايد، والتهجير القسري للسكان". وعند الأخذ بعين الاعتبار الأيديولوجية الإسرائيلية-الصهيونية المتمثلة في التفوق العنصري لليهود، والمحو للاخر على أساس إثني، وفرض الهيمنة العرقية، وكيف تم تفعيل هذه العقائد من خلال سياسات وممارسات التهجير والترحيل القسري والاستعمار والفصل العنصري، يصبح من الواضح أن النهج الوحيد لتفكيك هيمنة النظام الإسرائيلي هو نهج إنهاء الاستعمار في جميع مناطق فلسطين بحدودها الانتدابية.
ثم تنتقل الورقة إلى النظر في الأسس النظرية والقانونية لإنهاء الاستعمار من أجل تطوير إطار مناسب لإنهاء الاستعمار في الحالة الفلسطينية. يستعرض هذا الإطار الأسباب الجذرية لنظام الاستعمار والابرتهايد والتهجير القسري الإسرائيلي، وبالتالي يرتكز على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والعودة إلى الديار والممتلكات. إن ترسيخ الإطار ضمن نهج قائم على الحقوق من شأنه أن يسد الفجوة ما بين إنهاء الاستعمار والبرنامج السياسي لتحرير فلسطين.
وعليه، يتألف الإطار المستند إلى الحقوق لإنهاء الاستعمار في حالة فلسطين من ثلاثة مستويات تشمل: (1) تفكيك نظام الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي في فلسطين بحدودها الانتدابية، وبما يتضمن تفكيك سائر المركبات التي تعزز هذا النظام وترفده، (2) ومعالجة الآثار المترتبة على القوانين والسياسات والممارسات الإسرائيلية القائمة على الاستعمار والابرتهايد وإزالتها وعكس مسارها، وتحديدًا عن طريق جبر الضرر على نحو يفي بحقوق أبناء الشعب الفلسطيني، (3) وإعداد هيكلية سياسية جديدة تستند إلى الحقوق في فلسطين بحدودها الانتدابية تكفل حقوق الإنسان للجميع، وتضمن الاستقرار والرفاه والتنمية وتتضّمن الآليات اللازمة لإنجاز المصالحة وتحقيق العدالة.
وبهذا، فإن ورقة "المقدمة" ترسي أسس إطار إنهاء الاستعمار الذي سيستخدم في أوراق العمل اللاحقة من سلسلة إنهاء الاستعمار - الحالة الفلسطينية، والتي ستتناول تفكيك ركائز الاستعمار والأبرتهايد والتهجير القسري الإسرائيلي في جميع أنحاء فلسطين بحدودها الانتدابية، بينما تتناول في الوقت نفسه الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأساسية وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في فلسطين بعيد إنهاء استعمارها. وبشكل أكثر تحديداً، ستتألف السلسلة من أوراق العمل التالية:
- إنهاء الاستعمار السياسي
- انهاء التهجير الفلسطيني بالعودة، واستعادة الممتلكات، التعويضات، وضمان عدم التكرار
- إنهاء الاستعمار الاجتماعي والاقتصادي
- إنهاء الاستعمار الثقافي