جريدة حق العودة - العدد43: النكبة مستمرة....الشعب يريد انهاء اللجوء

جريدة حق العودة - العدد43: النكبة مستمرة....الشعب يريد انهاء اللجوء

اصدر بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين يوم الأحد الموافق 15/5/2011 العدد 43 من جريدة "حق العودة"، حمل العنوان: "النكبة مستمرة....الشعب يريد انهاء اللجوء". وقد جاء العدد في 24 صفحة من القطع الكبير وشارك فيه 37 كاتباً/ة من فلسطين التاريخية ومصر وتونس وسوريا واليمن وفرنسا والمملكة المتحدة.

وقد ركزت مقالات العدد على العديد من المحاور الهامة، أبرزها النكبة الفلسطينية بعد 63 عاماً على حدوثها، والتطورات السياسية المتلاحقة في الوطن العربي وتأثيرها على القضية الفلسطينية عموماً، وقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في ظل موازين القوى الحالية، وقراءة تحليلية لمشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين، واثر التحولات والتغيرات السياسية في الوطن العربي على الساحة الفلسطينية الداخلية وبناء منظمة التحرير الفلسطينية، وما هي أولويات الشعب الفلسطيني بعد مرور 63 عاماً على النكبة الفلسطينية.

إضافة إلى ذلك، اشتمل العدد على كلمات قصيرة من الفائزين في جائزة العودة للعام 2011 من كل من سوريا واليمن، حيث ركزت مشاركتهم على أهمية جائزة العودة في تحفيز الكتاب والفنانين الفلسطينيين والعرب على إظهار معاناة اللجوء التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عام 1948.

كما اشتمل العدد على آخر إصدارات مركز بديل، وبيان المؤتمر النقابي الفلسطيني الأول لمقاطعة إسرائيل وبيان اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة 63، بالإضافة إلى حكاية قرية خبيزة المدمرة والمهجرة عام 1948.

لتحميل العدد على شكل PDF، اضغط على الرابط هذا الرابط >>>:

الافتتاحية

انتهاء النكبة المستمرة انتهاء للمشروع الاستعماري

فكرة "الدولة اليهودية" ومن ثم مشروع إقامة "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين، أنتجت مقولات وشعارت صهيونية استعمارية وعنصرية ترافقت مع تطبيقات عملية لها بأشكال متنوعة. ضمن هذا السياق، برز، على سبيل المثال لا الحصر، شعار "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"، ومقولة "ليس هناك شعب فلسطيني… إنهم لا يوجدون أصلا"، ومفهوم "الدولة اليهودية" وغيرها. و السؤال الجدير بالطرح، بعد ثلاثة وستين عاما من النكبة، يتمثل فيما إذا تغيرت الأهداف الإستراتيجية لمشروع الاستعمار الصهيوني لفلسطين. وبالضرورة سيقود البحث إلى مراجعة إستراتيجية الصهيونية المتصلة بفرض السيطرة الدائمة على فلسطين والمنطقة وأدواتها لتحقيق ذلك.

بيد أن ما يبرز في سياق المراجعة أن الطروحات الفكرية والتطبيقات العملية للصهيونية وتجسيدها الفعلي (إسرائيل) يتكشف بوضوح أن الثابت في مسيرة الصهيونية منذ نشأتها، وخلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، ومن ثم قيام "إسرائيل"، وتوسعها أفقيا فيما بعد (الاحتلال)، تمثل في الاستيلاء على اكبر مساحة من الأرض بدون أو بأقل عدد من السكان الأصليين (الفلسطينيين).

البقجة

بقلم: عيسى قراقع*

ذهب الوطن خلف الذاكرة، وبدأنا كأشباح ولدنا في علبة سردين وحبات سمك نبتلعها بلا ماء أمام مدخل مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الواقع على أطراف المخيم.

نحن جيل ما بعد النكبة، صحونا على مطر الشتاء يدلف من تحت ألواح الزينكو، صوت ريح لا تفهم أن هناك بشرا عبروا في العتمة ناجين من مذبحة أو أكثر. نقرفص من البرد، نلتصق بالليل وبلحمنا وبأحلامنا ولكننا نرتجف. نشعل بابور الكاز، وننتظر أن ينسحب البرد من عظامنا، ونجري في ذلك الصبح الى المدرسة.

كل ما قيل لنا هو هذيان جاف عن مكان حملته الجرافات، وخطفته الدبابات، ونقلته إلى النسيان. ولا تفيد الذاكرة في سدّ رمق الجوع هنا، وإشعال معركة في طابور (السندكة) عندما توزع وكالة الغوث علينا المؤن والطحين والأرز والفول، ولا يؤخر طوشة بين النساء على حنفية الماء الجماعية، عندما تتطاير التنكات والصرخات، ولا تمتلئ البراميل ولا يشرب الناس.

حقوق اللاجئين في ظل موازين القوى الحالية

بقلم: عبد الفتاح القلقيلي (ابو نائل)*

هل إمكانية التوصل لحل نهائي يضمن حقوق اللاجئين في ظل موازين القوى الحالية امر وارد؟

تمهيدا للإجابة على هذا السؤال لا بد من استدعاء الحقائق التالية:
1. لا نبالغ إذا قلنا أن "حقوق اللاجئين" هي اساس القضية الفلسطينية؛ لان ظاهرة اللاجئين هي التعبير الاوضح عن الاحتلال، خاصة وانهم ليسوا مهاجرين بل هم مهجّرون بالقوة المباشرة او غير المباشرة.
2. ولا نبالغ إذا قلنا ان الحد الادنى من حقوق هؤلاء اللاجئين هو العودة الى ديارهم، حيث ان قرار الامم المتحدة رقم 194 نص على ان حقوقهم التي تشمل العودة إلى ديارهم والتعويض عن ما لحق بهم من أذى.

3. ولا نبالغ إذا قلنا أن الأحزاب والقوى الصهيونية، اليسارية منها واليمينية، المتطرفة منها والمعتدلة، تُجمع على ان "عودة اللاجئين الى ديارهم (اسرائيل) هو تدمير كامل لاسرائيل"، اي لا يقبلون بعودة هؤلاء الى اسرائيل. وتختلف هذه القوى فيما بينها حول امكانية التعويض المعقول عن اراضيهم، وعودة اعداد بسيطة لاعتبارات انسانية.

حق العودة في مواجهة يهودية إسرائيل

بقلم: هاني المصري*

على الرغم من طرح الحكومة الإسرائيلية في عهد أولمرت في تشرين ثاني 2007 في مؤتمر أنابوليس ضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، أو كدولة للشعب اليهودي، نلحظ مفارقة مدهشة ظهرت واضحة بشكل جليّ مع حلول الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين، وهي أن حق العودة لم يكن بهذه القوة والاتساع، ربما منذ تأسيس إسرائيل.


فعندما جاءت حكومة نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل، رفعت هذا الموقف أحيانًا إلى مستوى الشرط المسبق لاستئناف المفاوضات، ودائمًا وضعته شرطًا لا غنى عنه في أي اتفاق سلام، بحيث أصبح من الثوابت الإسرائيلية، التي عليها شبه إجماع، إن لم أقل إجماعًا كاملاً.
فلم تعد إسرائيل تكتفي بمطالبة الفلسطينيين بالتنازل عن حق العودة كشرط للاعتراف بدولة فلسطينية، وإنما أصبحت تطالبهم بالاعتراف بها كدولة يهودية، أو دولة للشعب اليهودي، وأخذت تحصل على موافقة دول العالم الغربي على هذا الطلب.

الذكرى 63 للنكبة سرقة وطن وتشريد أصحابه

بقلم: وليد العوض*

في الخامس عشر من أيار يحي شعبنا في الوطن والشتات ذكرى أليمة ما زالت آثارها المؤلمة تنعكس سلبا على حياة شعبنا في مختلف أماكن تواجده؛ إنها ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا قبل ستة عقود وثلاث سنوات من الزمن؛ حيث أقتلع شعبنا وطرد من أرضه. في ذلك اليوم الأليم، اكتملت فصول المؤامرة التي حاكتها العصابات الصهيونية بالتواطؤ مع الامبريالية العالمية التي كانت آنذاك تتمثل في بريطانيا المنتدبة على فلسطين، فنفذت المؤامرة الكبرى التي تحول بفعلها معظم أبناء شعبنا إلى لاجئين في مختلف أصقاع العالم. في تلك الأيام السوداء، نجحت الحركة الصهيونية بتعاونها مع بريطانيا والعديد من الدول الامبريالية الناشئة ليس فقط بسرقة "أرض بلا شعب" كما كان يدعي منظرو الحركة، بل سيطروا على دولة كانت مؤسساتها قائمة بالفعل على الأرض وشعبها يسعى لاستقلاله.

قراءة في مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين (رؤية تحليلية)

بقلم: تيسير محيسن*

يتأسس حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، على ثلاث مرتكزات: (1) أن للفلسطينيين، حقوقاً طبيعية لا ينازعهم فيها أحد، تتمثل في حق العيش في طن حر والتمتع بالسيادة الكاملة عليه. (2) أن لهم، بوصفهم شعباً، حقوقاً محمية/مصونة قانونيا تؤكد حقوقهم الطبيعية وتدعمها، متضمنة في العرف الدولي، وعدد من الاتفاقيات والإعلانات الدولية، ومبادئ الأمم المتحدة وقرارات هيئاتها، وخصوصاً، قرار 194. (3) إرادة الشعب الفلسطيني وإصراره على حقه في العودة، ورفض أي حلول تنتقص من هذا الحق.

للبيع في مزادٍ علنيّ: فلسطين

بقلم: حنين نعامنة وسهاد بشارة*

ليس خفيًّا على أحد أنّ الممتلكات الفلسطينية العامة والفردية كانت قد شكّلت قاعدة أساسية في بناء الاقتصاد الإسرائيلي، وخصوصًا في السنوات الأولى التي تلت النكبة، وذلك وفقًا للإحصاءات التي أعلنتها إسرائيل آنذاك. شملت هذه الأملاك التي بات أصحابها، في غالبيّتهم العظمى، لاجئين في الشتات، أراض شاسعة مزروعة ومبنيّة وحسابات بنوك وممتلكات منقولة وأخرى وقفيّة من جوامع ومقابر وغيرها. ووفقًا لمصادر إسرائيلية رسميّة فإنّه في الفترة ما بين الأعوام 1948-1953، تمّ تأجير نحو 244,564 عقارًا لأمد طويل، في الوسط المدينيّ، وبلغ المدخول منها نحو 11,453,543 ليرة إسرائيلية.

أثر التحولات والتغيرات السياسية في الوطن العربي على الساحة الفلسطينية الداخلية وبناء م. ت. ف

بقلم: احمد ابو غوش*

نظريا وتاريخيا، كان العرب يتشكلون كأمة لم يكتمل تكوينها تحت ضغط وفعل الحراب الاستعمارية. فالأقطار العربية الحالية هي نتاج تقسيم هندسه خبراء الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر للحيلولة دون قيام دولة عربية واحدة، لأن هذه الدولة- حسب مؤتمر خبراء الاستعمار الذي عقد سنة 1907 - من شأنها أن تؤثر على مصالح الدول الاستعمارية وتشكل خطرا على تواصلها مع مستعمراتها. ورغم التجزئة، والمحاولات النشطة من قبل الاستعمار والقوى التابعة له في الأقطار العربية، في ظل مرحلتي السيطرة والهيمنة الاستعماريتين، لخلق ثقافة وبنى سياسية واقتصادية واجتماعية؛ وبالتالي هويات قطرية، ظلت الأقطار العربية تتأثر بالتحولات والمتغيرات الجارية في الأقطار الأخرى. وظلت فلسطين، بسبب الاحلال الاستيطاني وتهجير شعبها وتشريده في الأقطار العربية أساسا، وخاصة المحيطة بفلسطين، عامل تأثير قومي، أو عبر قطري، وظل الفلسطينيون يتأثرون بكل تحول يجري في الأقطار العربية، خاصة ذات الدور المركزي منها، لتشتتهم في الأقطار العربية وعيشهم على أرضية علاقات إنتاجها، وتحت مظلة أنظمتها السياسية.

اللاجئ الفلسطيني والربيع العربي

بقلم: د. برنارد سابيلا

هل ينتشي اللاجئ الفلسطيني بربيع عربي بعد 63 عاما من اللجؤ؟ حالة النشوة غالبا ما تكون عابرة، إذ يتأثر دماغ المرء بما يراه أو يشعر به ومن ثم تتلاشى الحالة بتلاشي العامل الذي أثارها في البداية. وفي وضع اللاجئ الفلسطيني فان الربيع العربي يولد إحساسا لا أصفه بالضرورة بالنشوة وإنما بالأمل، أو ببعضه على الأقل، بان التغيير يحدث حتى وان لم يكن متوقعا وبالتالي فهناك دائما إمكانية بحدوث اللامتوقع. لا اتفق بوصف حالة اللاجئين الفلسطينيين من الربيع العربي وكأنها حالة نشوة. ذلك لان اللاجئين لم يجلسوا طوال 63 عاما وهم نيام ومن ثم جاء الربيع العربي لينتشوا! فاللاجئون الفلسطينيون في معظم أماكن لجؤهم عملوا جاهدين لكسب أودهم وتعليم أبنائهم وبناتهم وحافظوا على كرامتهم ومعها على ذكرياتهم ليبقوا الأمل حيا في حقهم بالعودة وفي الارتباط بالأرض رغم البعد ورغم مرور السنين.

شتاء العرب أم ربيعه؟ انعكاساته ودروسه في الأولويات الفلسطينية

بقلم: صبيح صبيح*

بينما خصص الرحابنة فصل الشتاء للفراق، دخل الربيع للقاموس العربي الحديث، كمصطلح يبشر بنهاية صفحة من الطغيان والظلم حكمت العالم العربي لأكثر من أربعين عاماً. ما يشهده العالم العربي اليوم من ثورات متعاقبة، أعاد الأمل للفعل الشعبي ويشكل إعادة صياغة للكرامة الوطنية لشعوب طالما تم استعبادها باسم الوطن والوطنية والحفاظ على خط المقاومة. ولكن البعض رأى وصول الشتاء قبل أن يستمتع الشعب العربي برائحة الياسمين، فظهرت ما يسمى الثورات المضادة ومحاولات احتواء نتائج الثورات، منذرة بحكم جديد يستخدم الثورة الحديثة لشرعنة استبداد من نوع جديد، أو إعادة صياغة الوطني والمحلي ضمن رؤى معولمة وتحديدا تلك الاقتصادية النيوليبرالية.

ذكرى النكبة 63

بقلم: فيكتوريا بريتين*

تتصادف ذكرى النكبة السنوية مع فشل في الدبلوماسية على مدى عشرين عاماً، وانقطاع الآمال بتغير موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل في ظل إدارة الرئيس الأميركي أوباما.
ولكن الأمر الأكثر ايجابية هو هذا الدعم - رغم بطئه الا انه ثابت - لحقوق الفلسطينيين في عدة أماكن مختلفة من أنحاء العالم، وكذلك من قبل المنظمات الرائدة في مجال الاتحادات التجارية والمجالس المحلية، حيث السياسات الجديدة المرتكزة على حملة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها. ويعد كل ذلك مختلفاً عن الحقبة الزمنية السابقة من حيث التضامن مع الفلسطينيين والتي كانت تقتصر على الخطابات وتحليل الوضع في فلسطين وتقديم المعونات.

حنين لأغصان الزيتون

بقلم: د.أحمد نبيل أحمد أحمد*

الرحيـل... كان البداية... منذ أكثر من ثلاثة وستين عامًا، بدأت رحلة الرحيل القسرى... رحلة آلام وشجون... غربت الشمس علينا فى تلك الأيام؛ وحتى الآن ننتظر أن تشرق علينا مرة أخرى ونحن فى الديار. منذ تلك اللحظات الفارقة فى حياتنا، لم يعد لنا مأوى سوى العراء؛ نلتحف السماء، ونتخذ من أوراق الشجر وأغصانها مأوى قد يحمينا من برد قارس.
لكن اليقين ثابت لن يتزعزع يومًا من الأيام: يقين العودة. فمهما طال الظلام لابد من نهار؛ نهار يأتي لينير لنا الطريق إلى الديار. شمس جديدة تشرق على أبناء العروبة فى كل ربوعها؛ لتزيح بقايا أشلاء كانت فى الماضي تعيق الطريق.
"فلن يضيع حق وراءه مطالب"، بتلك الكلمات البسيطة كان جدي، ذلك الكهل الذى تجاوز الثمانين خريفًا من العمر، يبدأ حديثه إلينا ونحن فتية صغار نلتف حول بعض الأغصان المشتعلة علها تحمينا من برد الشتاء.

أولويات الشعب الفلسطيني بعد مرور 63 عاماً على النكبة

بقلم: دياب اللوح*

يُحيي الشعب الفلسطيني في الخامس عشر من أيار الذكرى الثالثة والستين للنكبة التي حلّت به عام (1948م)، ويستذكر ما تعرض له من إرهاب دولة مُنظم مارسته دولة إسرائيل العنصرية، وما ارتكبته عصاباتها الصهيونية المسلحة المُجرمة من مجازر دموية وجرائم حرب بشعة، وما نفذته من عمليات تطهير عرقي عنصري بهدف ترويع وإرهاب المواطنين الفلسطينيين الأبرياء العُزل وإرغامهم على مغادرة ديارهم ومدنهم وقراهم ومُقتنياتهم واغتصاب أرضهم وممتلكاتهم بأبشع أشكال الاحتلال العسكري والاستيطاني في التاريخ المعاصر بقوة السلاح وبطش الآلة الحربية الإسرائيلية، مما أسفر عن تشريد وتشتيت الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني في أصقاع الأرض، يفوق عددهم اليوم أكثر من سبعة ملايين لاجئ يعيشون في ظروف غير إنسانية وصعبة، مئات الآلاف منهم لاجئون داخل فلسطين التاريخية تمنعهم السلطات الإسرائيلية من العودة إلى بيوتهم.

التشريعات الإسرائيليّة تستهدف فلسطينيي الداخل والقدس على حدٍ سواء الكنيست الإسرائيلي: قوانين عنصرية في دولة تعتبر نفسها "ديمقراطية"

إعداد: مركز القدس للمُساعدة القانونية وحقوق الإنسان

تحتكم دولة إسرائيل في تشريعاتها ومنذ تأسيسها إلى القوانين التي يتبناها الكنيست "البرلمان"، حيث أنها لم تعتمد أي دستور لها ينظم شؤون التشريع وإدارة البلاد.
لكن بعض القوانين المقرة في الكنيست لا تخدم مصالح المواطنين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بوجه عام، وفلسطينيي القدس المحتلة عام 1967 بوجهٍ خاص، بل وفي معظم الأحيان تكون ضد حقوقهم كمواطنين وضد تاريخهم وقوميتهم، في دولة تحاول أن تفرض مسماها "دولة يهودية ديمقراطية"، حيث يعتبر العرب فيها أقلية تتمتع ببعض الحقوق ولكن ليس بالمساواة.
وتحت وطأة الضغط الذي تمارسه الأحزاب اليمينية المتطرفة لسنّ قوانين أكثر تشددا مع مطالب وحقوق المواطنين الفلسطينيين، سنَّ الكنيست خلال العامين الماضيين مجموعة من القوانين تستهدف الفلسطينيين، حتى أنّها وُصِفت بـ" العنصرية" من قِبل بعض الأحزاب الصهيونيّة، ومنها قانون النكبة، وقانون المواطنة، وتعديل قانون الأراضي (الخصخصة)، وغيرها.

طريق العودة

بقلم: سريعة سليم حديد*

بداية نهنئ فلسطين الحبيبة قيادة وشعباً على إتمام عقد المصالحة بين فتح وحماس، إنها لخطوة رائعة تدعم تشابك الجهود ذات الهدف الواحد التي من شأنها الوصول بالقضية الفلسطينية إلى قمة النصر والتحرير.
هذه المصالحة كانت بالنسبة لنا فوزا حقيقيا، لأنها أعطتنا الكثير من الآمال الطيبة بشأن القضية الفلسطينية، مما زاد بهجتنا أيضاً بالفوز في الجائزة الأولى في حقل قصص الأطفال.

قبلة على الجباه مع أمل اللقاء في احتفالية موحدة بالسنة القادمة في القدس

بقلم: منى أبو شحادة*

لم يخطر ببالي الذي قرعته المفاجأة تعلن لي خبر فوزي بجائزة العودة للعام 2011 سوى امرأتين. وبسرعة كان الهاتف يبحث بفرح عن اسم أم خالد في ذاكرته الالكترونية وانتظرت طويلاً إجابة أم خالد
(المرأة الأولى) بطلتي التي تنتظر مستقبلا أفضل يعيشه أحفادها في منزلها الكبير في إجزم، ومستقبلا أفضل يشرق على ذلك البيت الذي عوضته بحبها عن كافة الامتيازات التي حرمتها منه أيدي لطخت بخطوط نكبة تبلغ عمرها الخامسة والستين هذه الأيام. لم أرغب سوى بفرحة

زَهْرَةٌ لِقُلوبٍ عاشَتِ النَّكْبَة

بقلم: د. مصطفى محمد عبد الفتاح

في العام الماضي كنت أتصفح الشبكة العنكبوتية باحثاً عن النشاطات الأدبية التي أعشقها فوقعتُ على نبأ يتحدث عن الإعلان عن الدعوة للمشاركة في جائزة العودة. تتبعت مسار الإعلان فوقعت بي الخطى في رحاب مركز بديل الفلسطيني، أثار الموضوع اهتمامي من عدة جوانب؛ أولها أن الأمر يعنيني كما يعني كل عربي في هذا الوطن الكبير، ثانيها أن المشاركة متاحة في عدة أطياف من المجالات الإبداعية منها قصص الأطفال، ثالثها أن المشاركة أصبحت متاحة للكتاب العرب بعد أن كانت في الدورات السابقة مقصورة على الكتاب والمبدعين الفلسطينيين.

أشد على أياديكم

بقلم: رشاد السامعي*
إن ما دفعني للمشاركة في مسابقة العودة لهذا العام في مجال الكاريكاتير وتصاميم البوسترات، هو أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعاً، وهمنا الأكبر هو الوقوف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين فيما يواجهونه من أخطار محدقة بقضيتهم، وإبقاء قضية فلسطين حية وحاضرة في وجدان كل عربي حريص. لقد وفقني الله للفوز في هذه المسابقة، حيث حصلت على الجائزة الثانية في مجال الكاريكاتير، وبغض النظر عن الفوز أو الجائزة، فإن مشاركتي في هذه المسابقة الرائعة هي فخر لي ووسام اعتز به لأن فلسطين هي أمنا جميعاً وهي المحور الذي دارت حوله المسابقة التي تنادي بحق العودة.

مشاركات مصرية

إعداد: آية عيد، شيماء عبد الفتاح، منار سيد

عمرو واكد يتحدث لـ(حق العودة):

بمجرد اندلاع ثورة 25 يناير خرج المصريون بكل أطيافهم وفئاتهم يطالبون بحقهم في العيش والحرية والكرامة الإنسانية وإسقاط نظام قد حل عليه الفساد والقهر ووصل إلى مرحلة لا رجعة فيها، خرج المصريون جميعهم يهتفون تحت شعار واحد "الشعب يريد إسقاط النظام".
وكان من بين هؤلاء الفنان عمرو واكد الذي أعرب عن أمانيه وآماله في نظام جديد لا يشوبه الفساد، لم تكن أمنية عمرو واكد فحسب، بل شاركه فيها فنانون كثيرون.
نقتبس هنا القليل من حديث مطول دار مع الفنان:

الثورة التونسية تعلن سقوط وهم العروش وتعد فلسطين: "إنا قادمون"

بقلم: فوزي الديماسي*

إنّ الظلم، والقهر، والفقر، عوامل تنذر بقيام الثورات، آجلا أم عاجلا، إذ لا يمكن للظلم بأنواعه: السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، أن يستمرّ، ويسود لسنوات عديدة دون أن يخلّف في الأنفس الشعور بالغليان. والشعوب كما البراكين، يذهب الظنّ بالحاكم السخيف بأنّه قادر على السيطرة على الشعوب بسياسة العصا والجزرة، وقد تنجح سياسة العصا والجزرة هذه، ولكن إلى حين.

حنظلة الفن البديل: صوت الرفض العاشق

بقلم: ابتسام خليل*

بين تونس وفلسطين أكثر من نبض عاشق، ومن موعد مع التاريخ ومع الفن البديل في مختلف رؤاه وتعبيراته، سواء ارتبط ذلك بالمسرح أو السينما أو الدراما التلفزيونية أو الأغنية الملتزمة...، فمأساة فلسطين في الوعي الجمعي عند التونسيين أعمق غورا من عذاب الاجتثاث من الأرض سنة 1948. لقد أمست فلسطين المحتلة رمزاً للحق المغتصب ولكرامة العرب المعطوبة، خاصة بعد أن أظهرت هزيمة 1967 مدى الضعف العربي.
لقد كانت شعارات البورقيببية من "فرحة الحياة" و"الصدق في القول" و"الإخلاص في العمل" تجد أبواقا لها في شتى القنوات السمعية البصرية من إذاعة وتلفزة وأغان ومسرح مرتهن للسلطة؛ لكن هل لّبّت هذه الفنون التي تروج لمقولات السلطة حاجيات فئات واسعة من الشعب التونسي ومن شبابه المتعلم الجامعي؟

الثورة التونسية: دور الأدب في تحفيز وتجذير الوعي الشعبي على المستويين: القطري والقومي

بقلم: إبراهيم درغوثي*

كثير من الثورات التي اندلعت في العالم في الأزمنة السابقة، ومنذ الثورة الفرنسية الشهيرة حتى الثورات الحالية التي بدأت في دك الأنظمة الفاسدة في مجتمعنا العربي، كانت قد سبقتها وواكبتها ثورة في الثقافة والأدب سميت قديما ثورات تنوير العقل، ولازالت التسمية تؤدي معناها حتى اليوم. لأنه بلا تنوير للفكر لا يصلح المجتمع، ولا يقدر على تأدية الواجب المنوط به في التحرر من سطوة من يستبد به.

ومن المفيد هنا التذكير بالقصيد المدوي ذي الصرخة العالية التي انطلقت من حنجرة ذلك الشاعر الشاب الذي عاش حتى ثلاثينات القرن الماضي في تونس، وأعني به أبا القاسم الشابي وهو يحرض شعبه التونسي على الثورة والخروج على المستعمر الغاشم الذي ركب على صدور التونسيين، فملك رقابهم وكمم أفواههم وأستعبدهم جيلا بعد جيل. فجاءت صرخة الشاعر عالية مدوية تحرض على الخروج على هذا الظلم، وتدعو لانتصار إرادة الحياة في زمن كان من الصعب جدا فيه الدعوة إلى الخروج على الطغاة:

الثورة التونسية قطرية النشأة قومية الامتداد والأثر

بقلم: عواطف كريمي*

انطلاقا من أن الثورة التونسية التي انطلقت بهبة شعبية عارمة هي ثورة الحرية والكرامة قبل الخبز، وهي تلك الصحوة العربية التي جعلتنا نرى الأوطان وننظر إليها بعين القداسة والمحبة، وبعين الجسارة والتحدي؛ فهي تحدٍّ لكل ما هو عنوان للصمت والقهر والذل والخنوع والفساد... تحدّ لما كانت تمثله الأنظمة العربية من تواطؤ وبشاعة ملّها الإنسان العربي بعد أن رزح تحت سياطها طويلا؛ انها ثورة تتحدى المستحيل نفسه وتنفتح على كلّ الاحتمالات بما فيها احتمال العودة إلى الحس القومي وبقوة.

الثورة التونسية، فجر الثورات العربية وأول الغيث النافع الذي استبشرت بهطوله الشعوب العربية؛ فشعرت بان زمن عودة الأوطان إلى أهلها قد حان، وان زمن النضال الفعلي للرقي والخروج من مستنقع الصمت والاستسلام قد ولى، وأن الاستعداد الفعلي لخلق مشروع وطني قومي شامل يتغذّى من روح الثورة ويستقي منها عوامل القوة والعطاء والارتقاء ليس بمستحيل على الشعب العربي. هذا الشعب العربي الذي باندماجه في الجسد القومي يحقق خطوته الأولى لتحقيق الوحدة العربية والألفة العربية المنشودة، والتي بإمكانها لو توفرت لها كل العناصر لأمكنها الخروج بالأمة من حالة الضعف والوهن والتذبذب إلى حالة امتلاك الحرية والمشاركة في صنع القرار عربيا وعالميا.

ضرورات إعادة البعد القومي للقضية الفلسطينية

بقلم: د. نزيهة الخليفي*

لقد حفّزت ثورة الشعب الفلسطيني على النكبة الشعوب العربية وبثّت فيها روح المقاومة والثورة والنضال ضدّ الأوضاع المتردّية التي ظلّت ترزح تحتها طيلة سنين عديدة، ولا سيّما استبداد حكّامها. لذلك فمصطلح النكبة لا يطلق ولا ينطبق على الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب الصامد والمناضل على الدّوام، لأنّ النكبة، حسب لسان العرب، تلك "المصيبة من مصائب الدّهر، وإحدى نكباته... وهي حوادث الدهر". والشعب الفلسطيني شعب عريق عراقة التاريخ ذاته، لم يستسلم أبدا للحركة الصهيونية رغم ما لاقاه من طعنات وارتكاسات على مستوى ثوراته. ولم يستكن، ولم يهدأ له بال أمام العدوّ الذي يرى ضرورة الاجتياح المتواصل للمدن والقرى الفلسطينية، ومصادرة الحقوق، وإذلال الشعوب، وإفقار الأغلبية منها، لكنّ ذلك لن يقود الشعب الفلسطيني إلى النزوح ولا إلى الركوع، بل إلى تأجج الثورة والانتفاضة التي تتغذى من ذاتها ممتلكة لشروط التأجج والاستمرار كلّما غالى الاحتلال في صدّها وقمعها.

الانشغال في بناء تونس بعد الثورة لا يمنع إعادة الاعتبار لقضية فلسطين

بقلم: عباس سليمان*

تقتضي الإجابة عن السّؤال المتعلّق بعلاقة الثورة التونسية بمصير القضية الفلسطينية أن نفيض القول قبل تقديم الإجابة في المحورين التّالين:

أوّلا: لا يبدو سليما ولا مناسبا ولا عقلانيا الفصل بين قضايا العرب التي لئن اختلفت جغرافيتها فإنها تلتقي في التاريخ وفي الأسباب وفي المكوّنات وفي رؤوس الفتنة الواقفة وراءها. ولئن حاول الزّعماء والقادة أن يضربوا طوقا حول شعوبهم وحول قضاياها متعللين بالخصوصية وبالسيادة الداخلية، فإنه من نافلة القول أنه قد استقرّ في يقين الشعوب أن القضايا العربية واحدة، وأن المصير العربي واحد، وأن العدو المتربّص بالعرب واحد، وإن بدا متعدّدا فهو خارجي، له مع الأمة عداءات دينية وعرقية وحضارية، أو هو داخلي يدعمه هذا الخارجي ويقف وراءه لمصلحة يشترك فيها الاثنان.

اللاجئون وحلم العودة

بقلم: نضال ابو عكر*

عقود من الصراع المستمر والمتواصل والمتجدد والذي تعلو وتائره أحيانا وتتراجع أحيانا أخرى، تستوجب إعادة النظر والقراءة الصحيحة للبحث في أسباب الفشل في التوصل إلى سلام حقيقي. ولا شك أن الموقف الإسرائيلي الذي يتنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وينظر إليه باعتباره "زوائد بشرية يجب التخلص من اكبر عدد من أبنائه، و/أو حصرهم في اقل مساحة ممكنة من الأرض أولا، وتأرجح الموقف الفلسطيني الرسمي بين التمسك بالثوابت والقبول بما هو اقل مما قدمت التضحيات من اجله ثانيا، وكذلك الهبوط العام في الموقف الرسمي العربي وسياسات الدول الكبرى وانحيازها للمشروع الصهيوني ثالثا؛ كلها عوامل ساهمت في عدم تحقيق الانتصار وبالتالي تقدم المشروع الصهيوني. ورغم ذلك كله، فالهمجية الصهيونية وكل الحروب والمشاريع السياسية لم تستطع أن تلحق الهزيمة والاستسلام بالعرب والفلسطينيين رغم الاختلال الكبير في موازين القوى لصالح الرؤيا النقيضة التي لم تستطع تحقيق الانتصار الكاسح، حيث لم ينجح المشروع الصهيوني في تحقيق الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ولا زال الفلسطينيون يتمسكون بحلمهم وحقهم في العودة ولم يفرطوا به رغم أن المخاطر في هذه المرحلة قد تكون اكبر من أي وقت مضى، لا بل لا زالوا، ورغم كل الظروف المجافية، ينظرون لحقهم بالعودة باعتباره جوهر القضية الوطنية ومفتاح الحل للصراع القائم في المنطقة.

علينا الاعتراف بالنكبة الفلسطينية

بقلم: أوسنات بار-أور

على مدار سنوات، أنكرت دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي الثمن الذي اضطر الشعب الفلسطيني إلى دفعه مع إقامة الدولة. ولا يجدر بنا أن نستمر بتربية أبنائنا على مثل هذا التوجه- لكي نحلّ مشاكلنا- كأبناء الشعب اليهودي، بعد سنوات من الشتات وحياة اللجوء وفقدان السيادة، وبعد الدمار الذي لحق بنا بعد الحرب العالمية الثانية والمحرقة، حيث أبيد جزء كبير من أبناء الشعب اليهودي، وقسم آخر أصبحوا لاجئين يبحثون عن ملجأ. لا يجوز لنا من أجل أن نحل مشكلة اللجوء هذه أن نطرد أناس آخرين، من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الشتات، لكي يعيشوا حياة اللجوء.

ازدواجية الموقف الإسرائيلي إزاء النكبة ما بين الإنكار والفضول

بقلم: ايتان برونشتاين*


جاءت الردود غاضبة على مقالتي في صحيفة "يدعوت هكيبوتس" حول الكيبوتسات والمستوطنات، ويعتقد البعض أنها كانت عنيفة جداً ومعادية للسامية، وحسب الطابور الخامس فإن المحرقة كانت جزءا من وظائف ونشاطات زوخروت. وقد جعلتني هذه الردود استحضر كلمات المتطرف القومي "شموئيل بلاتو شارون" في مقابلة له معي في برنامجه الإذاعي. وإضافة إلى ردود الفعل الغاضبة هذه، تلقيت بريداً الكترونياً من قبل رجل ولد في "كيبوتس نيرعام"؛ حيث قرأ ما كتبته عن أعضاء كيبوتسه عام 1948 وهم يحاولون إقناع بن غريون بعدم طرد جيرانهم الفلسطينيين من قريتا نجد ودمرة. وقد سألني عن مصادر معلوماتي وقد أخبرني بأنه يود انتهاز الفرصة ليشكرنا على مجهودات وعمل "زوخروت" ومن الأفضل عدم كشف اسمه.

غزّة كحالة موت

بقلم: إيريس ميمون

ينفجر القلب! ينفجر القلب من هول القتل والدماء الحارة التي تسيل من عروق الأطفال الناعمين وأعضائهم اللطيفة وقلوبهم النابضة. ينفجر القلب من دموع وصرخات الأمهات والآباء بعد أن انطفأ نور أعينهم من الألم الهائل، ألمٌ يصعب تصوّره، ينفجر نحو العالم من وسط ملايين الصرخات. والدماء لا تشربها الأرض، ترفض الأخيرة ذلك... في كل المرات التي تُبث الدماء رذاذا على شاشات التلفزيون. ينفجر القلب، والأدرنلين يتدفق في العروق وكذلك الخوف، فلا مَناصَ عندها، فتُطلق قُنبلة أخرى.

حول الذاكرة المَمْحوَّة

بقلم: يوتم بن هيلِل

في فيلمه "إشراقة أبدية للعقل الطاهر"، يهتمّ المُخرج ميشيل غوندري بأسئلة حول الذاكرة والنسيان. تدور أحداث الفيلم، حول معهد خاص مختصّ بتقديم خدمات محو جزء من الذاكرة أو جزء محدد منها يتعلق بإنسان ما، لكل من يطلب ذلك. ورغم أنه طلب في البداية محو الجزء الخاص بحبيبته من ذاكرته التاريخية، فإن جويل باريش، الذي يجسِّد شخصيته المُمثل جيم كاري، يحاول أن يصارع بكل قواه عملية محو الذاكرة هذه، وكأنه يريد الإبقاء في رأسه على بقايا للعلاقة التي جمعته مع صديقته السابقة، كليمنتين كروزينسكي (المُمثلة كيت وينسلط)، قبل أن تتحطم هذه العلاقة.

في الذاكرة الإسرائيلية الجماعية، فإن ذاكرة النكبة، كارثة الفلسطينيين في العام 1948، هي اليوم ذاكرة مَمْحوَّة تقريبا. ولِمَن وُلد، ككاتب هذه السطور، بعد عدَّة عقود على النكبة، تصبح مهمة التنقيب عمّا تمّ إخفائه وقمعه من قبل مؤسسات دولة إسرائيل ليست بالمهمة اليسيرة دائما.

في القدس بيت مسلوب وشعار على مدخله: "حدودنا ستكون أشجار الزيتون"... فهل أبقيتم زيتونا؟

بقلم: رانية الياس*

كم في هذا الشعار من تناقض؟ ليس هذا مجازا ـ بل هو أسلوب لا يستخدم إلا من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن كيف تصلح أشجار الزيتون نفسها لميلاد الجلادين ولولادة السلام ؟

على شارع سعد وسعيد، ويسمى الآن شارع رقم واحد، أو على بوابة مندلبوم – على خط التماس كما كان يسمى بالماضي- يقع بيت "أنضوني برامكي"، الذي تم تعميره عام 1932- 1934. ترجع ملكيته حسب الأوراق الرسمية منذ الانتداب البريطاني و"الكوشان" الأردني عام 1958 والكوشان الإسرائيلي عام 1972 إلى السيدة "إفلين برامكي". أربع عائلات فلسطينية كانت تقطن البيت حتى عام 1948 حين استولى عليه الجيش الإسرائيلي، وأصبح مقرا عسكريا على الحدود عند بوابة مندلبوم. وسمي هذا البيت فيما بعد ب "نقطة ترجمان"، حيث كانت نقطة الجيش الأردني تقع مقابله تماما.

دور التربية في تنمية ثقافة العودة

بقلم: فريال خروب*

إن تحقيق تنمية بشرية حقيقية في فلسطين يتطلب العمل بشكل حاسم على رفع مستوى التربية بكل قنواتها وحلقاتها (البيت، المدرسة،الجامعة، المؤسسة، الإعلام). كما أن الكلام عن حق العودة يجب ألا يكون مجرد حديث عابر، بل تجسديه كمطلب حقيقي وشرعي، عقلاني وواقعي، وحديث حاضر دائماً، لان شعبنا يرفض التوطين والتبديل وتزوير تاريخه.

ولأن مفهوم الوعي بثقافة العودة هو احد أشكال الوعي التربوي، بمعنى أن هناك أهمية للدور التربوي في تعزيز الوعي بثقافة حق العودة لدى الفلسطينيين؛ سواء على ارض الوطن أو في المنفى ودول الشتات، فمن الواجب أن يكون هناك فهم وإدراك عند الأجيال الجديدة للواقع الفلسطيني ولثقافة حق العودة، ولمجمل التغيرات التي ساهمت في نشوء قضيتهم، وبالتالي إصرارهم على هذا الحق وتطوير قدرتهم على تصوره واستيعابه بشكل كلي. وهذا بطبيعة الحال شرط إحداث تغيرات جذرية من جهة، وشرط تحفيزهم على المشاركة في بلورة اتجاهات وطنية وسياسية تعزز حقيقة الولاء والانتماء لفلسطين التاريخية. إن مهمة التربية بالأصل هي توفير البيئة الصالحة، والخبرة التي تساعد على رفع وعي الأفراد بما يدور حولهم، وخلق جيل قادر على الصمود في وجه التحديات والمساهمة في إنجاح عملية العودة.

حكاية قرية خُبّيزة

أجرى اللقاء: رنين جريس* وعمر اغبارية **

هي واحدة من 32 قرية تابعه لأراضي الروحة شمال فلسطين، والتي هجّرت ودمّرت عام 1948. اسمها مشتق من اسم نبات بري اشتهر كثيرا في قرى فلسطين وفي المطبخ القروي. عن قريته خُبّيزة وحكايتها حدثنا فيصل مسعود سليط (مواليد 1940) الذي هجّر قسراً هو وعائلته ويسكن اليوم في مدينة أم الفحم.

"انا من مواليد قرية خُبّيزة سنه 1940. يعني لما تهجرنا منها كان عمري 7 سنوات. عشنا بخبيزة أنا وأبوي وأمي وثلاث أخوه وثلاث أخوات. بلدنا كانت بمنطقة اسمها بلاد الروحه وفيها كان كتير قرى، قسم منها تهجّر وقسم بقي. ببلدنا سكنت عدّة عائلات منهم أبناء سليط واللي همّ عباس وخليل وصالح ومصطفى ومنصور. سكنوا فيها كمان أبناء البكاوي، ابراهيم، خليل وعلي البكاوي، سكنوا فيها كمان ناس من يعبد، منهم فارس النجار وسكن فيها عائلة خليل الحبيطي من ام الفحم وحسين البطيخ من باقة الشرقية. عمّي، عبد القادر الحاج حسن كان هو آخر مختار للبلد قبل ما تهجرنا".