أخبار بديــل

(25 آذار 2016) بيان يوم الارض صادر عن الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين

PR/AR/250316/22

" بلادي زهرة الدنيا، وعود النّدْ عروس في زمان السلم مَسبيّة" الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق زياد

 

 
لقد هدف المشروع الصهيوني - الغربي منذ البدء بتنفيذه في نهايات القرن التاسع عشر، الى الاستيلاء على أرض فلسطين – كل فلسطين، واقتلاع شعبها منها وغرس المستعمرين بدلا منهم. هذا المشروع الذي شرعت به الحركة الصهيونية والذي تخلله اقامة ما بات يعرف بدولة اسرائيل على انقاض القرى والمدن الفلسطينية التي تم تدميرها وتهجير سكانها الاصليين منها قسريا؛ ما زال مستمرا باستمرار قيام اسرائيل بممارسة سياساتها العنصرية التمييزية الاستعمارية المختلفة، بالاضافة الى استمرارها في التنكر للحقوق غير القابلة للتصرف في تقرير المصير، والعودة الى الديار الاصلية، والمساواة الكاملة بلا أي تمييز. هذه السياسات لا تمثل احداثا او وقائع منفردة ومنعزلة؛ انما هي تجسيد لاستراتيجية تؤدي الى السيطرة على المزيد من الاراضي والى تهجير المزيد من السكان الفلسطينيين وتغيير التركيبة الديموغرافية لفلسطين. ولعل اوضح تلك السياسات والجرائم التي ترتكبها اسرائيل تتمثل في الاستمرار بمصادرة وضم الاراضي، وفرض نظام الفصل العنصري، التنكر لحقوق الاقامة والسكن، ونظام التصاريح، والحرمان من البناء والمصادر والخدمات، ومختلف اجراءات القمع والاضطهاد الى جانب استشراء الاستيطان الإحلالي الذي يمزق اوصال الارض الفلسطينية ويبتلعها.
 
وباستمرار ممارسة اسرائيل لتلك الاجراءات والممارسات، فانها تستمر في خلق بيئة قهرية تجعل من تواجد الفلسطيني في ارضه امرا اشبه بالمستحيل؛ فإن نسبة الاراضي التي تضمها اسرائيل وتسيطر عليها اخذة بالتزايد بشكل مستمر منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا. وبالنظر الى الواقع الجغرافي الفلسطيني اليوم، نجد ان اسرائيل والمؤسسات الصهيونية المختلفة تسيطر فعليا على ما نسبته 85% من مساحة فلسطين بحدودها الانتدابية؛ بينما يتبقى اقل من 15% بيد الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر. وغني عن القول ان التقسيمات التي تعلنها اسرائيل للارض، تارة باعلانها اراض دولة، وتارة باعلانها كمناطق عسكرية، وتارة باعلانها محميات طبيعية او كمناطق عازلة كما هو الحال في قطاع غزة، او كمناطق امنية كتلك المحيطة بالمستوطنات؛ هي جميعها ذرائع تستخدمها اسرائيل للتستر على جرائم التهجير القسري والاستيلاء على الاراضي والتي لطالما قامت بها اسرائل منذ نشأتها.
 
واليوم، تمر علينا الذكرى الاربعون ليوم الارض الخالد في وقت تستشرس فيه اسرائيل في قمع مقاومة الشعب الفلسطيني، وفي استخدام سياسات العقوبات الجماعية التي تفرضها على الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر، الى جانب الاستمرار في حصار قطاع غزة، واتباعها لسياسات الاخلاء وهدم المنازل والمنشآت في الضفة الغربية والقدس، وصولا الى الامعان في تكريس اجراءاتها العنصرية التمييزية المختلفة في كافة ارجاء فلسطين. لذلك، فان ذكرى يوم الارض الخالد تشكل مناسبة لتجديد الدعوة الى مواجه هذه السياسات العنصرية الاستعمارية، عبر وضع استراتيجية وطنية شاملة من شأنها تعزيز صمود الانسان الفلسطيني في ارضه.
 
وعليه، فاننا في الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين ندعو الى ما يلي:
 

  • توظيف وتظافر وتنظيم كافة الجهود الرسمية والشعبية والاهلية لمواجهة سياسات الاستعمار في السيطرة على الاراضي والاستيلاء عليها، من خلال سن قوانين وطنية تتجاوز وتتحدى سياسات الاحتلال، وتؤدي الى فرض امر واقع فلسطيني في المناطق المهددة بالمصادرة.

  • تشجيع القطاع الخاص الفلسطيني والمؤسسات الوطنية المختلفة للاستثمار في انشاء المشاريع المختلفة والتي من شانها تعزيز الوجود الفلسطيني في تلك المناطق.

  • مقاطعة نظام الإستعمار والفصل العنصري الاسرائيلي بما يشمل رفض كافة سياساته وممارساته ومواجهتها على الصعيدين المحلي والدولي، بما فيها نظام تصاريح البناء الذي تفرضه اسرائيل على الفلسطينيين وخصوصا في المناطق المصنفة (ج).

  • اتخاذ قرارات تنفيذية مُلزمة من قبل الامم المتحدة وهيئاتها المختلفة باعتبار أن نظام إسرائيل المفروض على الشعب الفلسطيني نظام فصل عنصري، وإستعمار إحلالي يستوجب المحاسبة والمقاطعة إلى أن تنصاع إسرائيل إلى القانون الدولي.   

  • كافة الدول الاخرى إلى الوقوف عند إلتزاماتها القانونية والأخلاقية في محاسبة إسرائيل على جريمة التهجير القسري ومصادرة الاراضي والسياسات الاستعمارية الاخرى.

  • كافة المنظمات والهيئات الدولية إلى العمل على توفير الحماية الدولية اللازمة لتعزيز صمود الانسان الفلسطيني في أرضه في مواجهة سياسات التهجير القسري والسياسات الاستعمارية الأخرى.