أخبار بديــل

(28 أيلول 2016) استمرار استهداف الشباب الفلسطيني في مخيم الدهيشة للاجئين
PR/AR/280816/60
بعد مضي شهرين من استخدام القوة المفرطة والتهديدات غير المشروعة ضد الشباب الفلسطيني في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، تستمر هذه السياسة الإسرائيلية عبر تمادي قوات الاحتلال الإسرائيلي في قمع المقاومة وترهيب الفلسطينيين.

فقبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك الذي ابتدأ في 12 أيلول 2016، قامت القوات الإسرائيلية ممثلةً بضابط المخابرات المعروف باسم 'الكابتن نضال' بالاتصال تلفونيا بعدد من شباب المخيم و/او عائلاتهم وتوعّدهم بالمزيد من القمع وبنية قتل أحد سكان المخيم قبل الاحتفال بالعيد.

بعد أسبوعين، وبالتحديد في 21 أيلول، أجرى 'الكابتن نضال' اتصالات هاتفية بالعديد من شباب المخيم مرة أخرى، قائلاً لهم أن "وقت إطلاق النار عليكم في الساقين قد انتهى". وبهذا يعبّر 'الكابتن نضال' بشكل جليّ عن نيته التصعيد ضد مخيم الدهيشة عبر القتل والإيذاء الشديد. يأتي هذا التصريح ليؤكد على ما على ما جاء في التحقيق الذي أجراه ونشره مركز بديل سابقا حول سياسة قمع الشباب من خلال الاستخدام المفرط للقوة. يذكر ان مركز بديل كان قد اصدر بتاريخ 23 آب 2016، تقريراً سلّط من خلاله الضوء على السياسة الإسرائيلية المنظّمة والمنهجية لاستهداف الشباب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، مستشهداً بما حصل في مخيم الدهيشة حيث أصيب 18 شاباً بالرصاص الحي في إحدى أو كلا الساقين -على الأقل 8 منهم مباشرة في الركبة- في الفترة ما بين نهاية تموز ومنتصف آب 2016. وترافقت هذه السياسة مع التهديدات التي أطلقها 'الكابتن نضال' مثل: "رح اخلي كل شباب المخيم معاقين"، "رح أخليكو كلكو تمشو على عكازات وكراسي معاقين"، "رح أخلي نصكو معاقين والنص الثاني يدفع كراسي المعاقين"، "رح أخليكو كلكو تصفو على الصراف الآلي تستنو رواتب المعاقين".
 {gallery}images/stories/press-release/2016/dheisha{/gallery}

موجة التهديدات الأخيرة التي بدأت منذ الأسبوع الثاني من شهر أيلول تعزز ما أثاره مركز بديل بأن تلك التهديدات والإجراءات ليست مجرّد حوادث عرضية أو معزولة؛ بل انها تشكّل سياسة عسكرية إسرائيلية منهجية تهدف الى قمع المقاومة وترهيب الشباب من خلال التسبب لهم بإعاقات دائمة و/أو أضرار جسيمة على صحتهم النفسية والجسدية.

كما ويلفت مركز بديل الانتباه إلى أن القانون الدولي لم يجرّم فقط عمليات القنص وسياسة التسبب بإصابات الإعاقة الحركية الدائمة، وإنما جرّم أيضاً مجرّد التهديد بارتكابها، كما هو معترف به في النهي عن التهديد بالقيام بعمل محظور في القانون الدولي. علاوة على ذلك، أظهرت التحقيقات التي أجراها مركز بديل إلى أن أعداداً كبيرة من سكان مخيم الدهيشة ممن طالتهم التهديدات وأصيبوا خلال الشهرين الأخيرين بالرصاص الإسرائيلي الحي يعانون حالياً من إعاقات دائمة.

اذا ما أضيفت هذه الحالات من الإصابة المتعمدة إلى عمليات القتل خارج نطاق القانون والإجراءات المشابهة المرتكبة في جميع أنحاء الضفة الغربية بشكل عام، تثبت أن تلك الحوادث تشكّل في مجملها سياسة منهجية وتنفيذاً عملياً للتهديدات التي توعّد بها 'الكابتن نضال'. هذه الانتهاكات المتعمدة والخطيرة للقانون الدولي تستدعي من الدول الأطراف والوكالات الدولية الأخرى الوقوف عند التزاماتها لوضع حدٍّ لحالة الإفلات من العقاب التي تستظل بها القوات الإسرائيلية ومسؤوليها رغم استمرار ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.