أخبار بديــل

(5 كانون الأول 2016) التهديدات الإسرائيلية ضد اللاجئين في مخيم الدهيشة تتواصل
PR/AR/051216/76
بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على تسليط مركز بديل الضوء على قضية استهداف الشباب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتهديدات الخطيرة وغير القانونية ضد سكان مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم، إلّا أنها لم تنقطع ولا زالت تتواصل.

بلال الصيفي)٢٧ عاما) وشقيقه، وكلاهما من سكان مخيم الدهيشة، كانا قد اعتقلا عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبعد أن أطلاق سراحهما آخر مرة في تموز 2016، تمت مداهمة منزلهما بتاريخ 13 تشرين الثاني 2016 من قبل مجموعة من الجنود الإسرائيليين يقودهم ضابط الشاباك الإسرائيلي (مخابرات الأمن الداخلي الإسرائيلية) الذي يعرّف نفسه بـ"الكابتن نضال". بسبب عدائيته المفرطة وتهديداته الكثيرة للشباب والأهالي أصبح هذا الضابط الإسرائيلي معروفاً على مستوى المنطقة (أنظر: استهداف الشباب الفلسطيني: تكريس لسياسة إسرائيل الممنهجة في قمع مقاومة الشعب الفلسطيني). تم استدعاء الصيفي للحضور بتاريخ ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٦ إلى "حاجز ٣٠٠" العسكري شمال بيت لحم، وامتثل الصيفي لذلك الاستدعاء، وبعد انتظاره عدة ساعات على الحاجز، طلب منه الذهاب إلى بيته وأن يعود الأسبوع المقبل، حيث أن "الكابتن نضال" كان مشغولا. بعد أسبوع ذهب الصيفي إلى الحاجز مرة أخرى وانتظر لساعات ولم يتم استجوابه، فقرر العودة إلى بيته.

في طريق عودته إلى منزله في الدهيشة، تلقّى الصيفي اتصالاً هاتفياً من المدعو "الكابتن نضال" الذي قال له: "مرحبا أخي، أنا الكابتن نضال. أين أنت؟ ولماذا لم تأتِ إلى الموعد؟". أوضح الشباب الفلسطيني بأنه قام بما طلب منه وذهب إلى الحاجز العسكري في المرتين، وبأنه انتظر هناك لساعات. عندها أجابه "الكابتن نضال" بأن عليه أن يذهب للقائه عند حاجز قلنديا العسكري، في رام الله، في 27 تشرين الثاني 2016، للتحقيق معه هناك. وطلب منه أن المشي من خلال مسار معين على الحاجز مخصص لاستخدام القوات العسكرية الإسرائيلية. لم يمتثل الصيفي لأوامر الضابط لانه رأى في هذا الطلب مكيدة يعدها الضابط تستهدف قتله، حيث أنه ليس من الطبيعي بأن يطلب من شخص ما من بيت لحم الذهاب الى حاجز عسكري في رام الله لمقابلته. الجدير ذكره أنه منذ تشرين الأول 2015 تم قتل ستة فلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية في مسار المشاة المشار اليه على حاجز قلنديا العسكري، كان آخرها في 22 تشرين الثاني 2016، أي تقريباً في الوقت الذي أجريت فيه المكالمة الهاتفية بين ضابط المخابرات والصيفي. بعد رفض أوامره بالتوجه نحو حاجز قلنديا، باشر "الكابتن نضال" باطلاق تهديداته ضد الشاب الفلسطيني وعائلته، حيث قال: "إذا لم تأت إلى قلنديا، فسوف آتي إليك هذه المرّة، وأكسر رأسك وأقتلك". وأضاف بأنه سيقتل إخوته أيضاً، ويعتقل شقيقته ووالدته.

يجب أخذ تلك التهديدات بجديّة في سياق التهديدات السابقة التي قام بها هذا الضابط الإسرائيلي ضد آخرين من سكان مخيم الدهيشة، والتي قامت القوات الإسرائيلية بشكل متكرر بتنفيذ عدد منها، هذا بالإضافة إلى تهديدات أخرى أطلقها آخرون من ضباط جيش الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية ضد الشباب الفلسطيني في مناطق أخرى متفرقة من الضفة الغربية. ففي شهري تموز وآب 2016، أصيب ما لا يقل عن 18 شاباً من مخيم الدهيشة ممن سبق وهددهم "الكابتن نضال" بإصابتهم في أرجلهم وجعلهم "معاقين" و"يمشون على عكازات وفي الكراسي المتحركة". وتبيّن البحوث الاولية التي أجراها مركز بديل أن تلك التهديدات ما هي إلاً جزء من سياسة قمع أوسع يتم تنفيذها في عدة مواقع من الأرض الفلسطينية المحتلة.

جراء استمرار تلك التهديدات ونتيجة فشل الشاب بلال الصيفي في الحصول على الحماية من هيئات مختلفة، بما في ذلك منظمة الصليب الأحمر والسلطة الفلسطينية، أخذ الصيفي قراره بعدم الذهاب إلى مقابلة التحقيق في قلنديا بسبب الخوف على حياته. وبعد رفض الانصياع لأوامره، قام "الكابتن نضال" بالاتصال بجيران الصيفي في مخيم الدهيشة، يبلغهم بأن المسؤولية ستطالهم إذا رأوا بلال في منزله في المخيم ولم يعلموه بذلك. أعلم الجيران بلال باتصال "الكابتن نضال" وبترهيبه لهم.

إن مركز بديل في غاية القلق من التهديدات المستمرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشباب الفلسطيني، ويشدد المركز على عدم قانونية تلك التهديدات، حيث أن التهديد بتنفيذ عمل غير قانوني يعتبر مخالفة صريحة بموجب الأعراف والقوانين الدولية. إن هدف تلك التهديدات هو زرع الخوف في قلوب شريحة كبيرة من ابناء الشعب الفلسطيني وتأتي في سياق استخدام القوة المفرطة لقمع المقاومة والشعب الفلسطيني منذ منتصف العام 2016. كما ويشدد مركز بديل على أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتعمّدة للقانون الدولي تستدعي مطالبة الدول الأطراف والوكالات الأممية الأخرى بالوفاء بالتزاماتها لوقف تلك الخروقات وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي تنعم بها إسرائيل ومسؤوليها.