دور المؤسسات القاعدية في تعزيز ثقافة حق العودة
بقلم: وسام
الحسنات*
نكاد نجزم بأن مؤسسات العمل الإجتماعي، وخاصة القاعدية منها، بدأت تتبوّء مواقع متقدمة بالقدرة على التأثير في كافة الأشكال والمناحي الثقافية لمجتمعنا الفلسطيني، حيث أنّ هذه المؤسسات كاتفت فصائل العمل الوطني في هذا المجال وتعتبر الوليد الشرعي لهذه التنظيمات والفصائل، وبذلك أخذت الدور الأبرز للنشاط الإجتماعي والثقافي بكافة أشكاله.
نكاد نجزم بأن مؤسسات العمل الإجتماعي، وخاصة القاعدية منها، بدأت تتبوّء مواقع متقدمة بالقدرة على التأثير في كافة الأشكال والمناحي الثقافية لمجتمعنا الفلسطيني، حيث أنّ هذه المؤسسات كاتفت فصائل العمل الوطني في هذا المجال وتعتبر الوليد الشرعي لهذه التنظيمات والفصائل، وبذلك أخذت الدور الأبرز للنشاط الإجتماعي والثقافي بكافة أشكاله.
إنّ ما يثير الحزن المغلف بالاستغراب، هو النيجتيف للصورة الفلسطينية والتحوّل الذهني للقناعة الفلسطينية فيما يتعلق بحق العودة - ففي الوقت الذي زينت اللوحة الفلسطينية الوطنية بذلك الحجم من التضحية والعطاء، وصلت حد التضحية بالنفس من أجل العودة للوطن - فإنّ هذه التضحية اصبحت تقدم مجاناً من أجل الهجرة من الوطن، كل ذلك جاء نتيجة تشوه جنين الحمل الثقافي لدى الأجيال الشابة، وذلك نظراً لغياب الفعل الثقافي الحقيقي والذي يشكل الدرع المتين أمام الأسهم المضادة.
ولنعترف أيضاً بأن الفعل النضالي الوطني المقاوم - والغير متسلح بحصيله ثقافية شكلت الأساس لجملة قناعات، جاءت بالخانة الايدولوجية والمبدئية لذاك الفعل النضالي، ما هي إلّا كالتجذيف باللاجاذبية حيث اللاتوازن - وعدم القدرة على الاستمرار.
لذلك وأسناداً على كل ما تقدم - فهناك دور ريادي مناط بهذه المؤسسات القاعدية من أجل تعزيز ثقافة حق العودة كي تصبح العمود الفقري، بل النخاع الشوكي لثقافتنا الفلسطينية، لذلك وجب ما يلي:
اولاً: العمل بأسس علمية ممنهجة لتعزيز ثقافة حق العودة "عودتنا حق لا بد منه" لكافة شرائح شعبنا وخاصة الشابة منها.
ثانياً: العمل على إدارة هذا الصراع بشكل علمي ومدروس محلياً وعالمياً بالإستناد والتركيز على الأبارتهايد الصهيوني.
ثالثاً: اظهار الرابط الجدلي بين التاريخ والجغرافيا الفلسطينية في عملية الصراع الفلسطيني-الصهيوني وتبيان التطور التاريخي للاطماع الصهيونية.
رابعاً: عدم استسلام مؤسساتنا القاعدية لاشتراطات التمويل والذي يوجه بوصلة العمل نحو عناويين خجولة بعيدة عن واقع الصراع.
خامساً: تسخير كافة الأنشطة الاجتماعية، الرياضية، الثقافية والفنية كوسيلة وليس هدف من أجل الهدف الأسمى "حق العودة".
وأخيراً، لن نجادل هنا، بل نجزم بأن معركتنا الثقافية والفكرية والتي تشكل قناعات نضالية - هي بالتاكيد أكثر تعقيداً من كافة أشكال النضال الأخرى - ونحتاج لوسائل متعددة - وهي غير قابلة كغيرها لأي خسارة، فالخسارة بمعركة عسكرية لا تعني بأي حال من الأحوال خسارة الحرب أو الهزيمة النهائية، أما الخسارة الثقافية ولو لجولة واحدة فتعني خسارة الأرض والأنسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* وسام الحسنات: ناشط في مؤسسة إبداع، مخيم الدهيشة