أخبار بديــل
29/3/2024
على مدى 48 عامًا، يتم احياء يوم الأرض سنوياً في 30 من اذار للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني باعتباره الشعب الاصيل في فلسطين الانتدابية، وللتاكيد على ان المقاومة مستمرة حتى التحرير وتقرير المصير والعودة. في ظل استمرار تواطؤ الدول الاستعمارية، تشكل الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة ذروة 76 عامًا من التهجير القسري والاستعمار والفصل العنصري الممنهج "للحصول على أكبر مساحة من الأراضي بأقل عدد ممكن من الفلسطينيين" لإدامة النكبة المستمرة.
وبسبب فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته، تعرض الشعب الفلسطيني لموجات متعددة من التهجير القسري ومصادرة الأراضي. في فترة الانتداب البريطاني (1922-1947)، تم تهجير أكثر من 100 ألف فلسطيني تمهيدا للاستعمار الصهيوني. وخلال النكبة (1947-1949)، تم إنشاء إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين الانتدابية، بعد التطهير العرقي لأكثر من 750 ألف فلسطيني. وما جعل ذلك ممكنا هو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947 الخاص بتقسيم فلسطين دون وجه حق ومنح الحركة الصهيونية الاستعمارية 56% من الاراضي. وفي عام 1967، عندما تم احتلال كامل فلسطين، تم تهجير ما بين 400 ألف إلى 450 ألف فلسطيني، بعضهم تهجروا للمرة الثانية.
منذ عام 1948، قامت منظومة الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي بتأسيس وتحصين اركانها الرئيسية الثلاثة: التهجير القسري للفلسطينيين، والاستعمار والفصل العنصري. ان النكبة المستمرة ترتكب بموجب جملة من التشريعات والسياسات والممارسات الإسرائيلية مثل مصادرة الأراضي والحرمان من الانتفاع منها، والحرمان من الوصول إلى الموارد الطبيعية والخدمات العامة، والحرمان من الإقامة والسكن، والفصل العنصري والتجزئة والعزل، التمييز في سياسات التنظيم والتخطيط الحضري، ونظام التصاريح، وقمع المقاومة والحرمان من جبر الضرر.
في السنوات الثلاثين الماضية، لم تؤد اتفاقيات أوسلو وما يسمى بعملية السلام إلا إلى زيادة ترسيخ وإضفاء الشرعية على نظام الهيمنة والقمع الاستعماري الإسرائيلي. كما كانت بمثابة مثال ساطع على فشل المجتمع الدولي في ضمان حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة.
ومع استخدامها المستمر للقوة والقمع وقيامها بخلق بيئة قهرية طاردة، قامت إسرائيل بتهجير أكثر من 66% من الشعب الفلسطيني قسراً، وتسيطر الان على أكثر من 85% من مساحة فلسطين الانتدابية.
لقد لعبت حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني دورًا مهما واساسيا في مواجهة وتحدي إفلات إسرائيل المستمر من العقاب وتواطؤ الدول الاستعمارية. ومن خلال جهود حركة التضامن المستمرة والاستراتيجية، جنبًا إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية، يمكن إنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتفكيك منظومة الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي ومحاسبة الدول الاستعمارية على تواطؤها.
في الوقت الذي يتم في احياء ذكرى يوم الأرض الفلسطيني وفي ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، يدعو مركز بديل:
- حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني الى اتخاذ إجراءات استراتيجية وفعالة ومباشرة ذات تأثير ملموس على الحكومات بهدف انهاء تورطها في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة.
- الدول - الاطراف الثالثة للوفاء بالتزاماتها واتخاذ تدابير عملية لإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة على الفور، وانهاء منظومة الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي المستمر منذ 76 عاما، من خلال حظر تسليحها وفرض عقوبات عسكرية واقتصادية ودبلوماسية عليها.
- الأمم المتحدة لاتخاذ كل التدابير اللازمة لمحاسبة إسرائيل بموجب القانون الدولي.